داء الفيالقة من الأمراض المتعلقة بالتلوث، ويعد تهديداً صحياً غير مألوف للكثيرين، لكنه خطير، حيث إنه قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يُكتشف مبكرًا، فهذا المرض الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالماء والرذاذ، لا ينتشر كباقي الأمراض المعدية، بل يتسلل عبر أنظمة المياه التي نظنها آمنة في المنازل، والمرافق العامة.
داء الفيالقة، أو حمى الفيلق، هو نوع شديد من الالتهاب الرئوي تسببه بكتيريا تعرف باسم الليجيونيلا، وهي بكتيريا دقيقة تعيش وتتكاثر في المياه الدافئة والراكدة، والذى يجعله مختلفًا عن أنواع الالتهاب الرئوي الأخرى هو طريقة انتقاله: فهو لا ينتقل من شخص إلى آخر، بل عبر استنشاق رذاذ مائي ملوث بالبكتيريا، وتتواجد بكتيريا الليجيونيلا عادة فيما يلي:
رؤوس الدش والمغاسل التي تُستخدم بشكل غير منتظم
أحواض الاستحمام الساخنة (الجاكوزي)
النوافير الزخرفية ومصادر المياه التزيينية
أنظمة السباكة الكبيرة والمعقدة
أبراج تبريد أنظمة التكييف
أو حتى في خزانات سائل مساحات الزجاج الأمامي للسيارات، خاصة عند استخدام الماء العادي بدلًا من المنظف الخاص
الطريقة الأكثر شيوعًا للإصابة بمرض الفيلق هي استنشاق قطرات مائية دقيقة أو رذاذ يحتوي على بكتيريا الليجيونيلا، فهذه القطرات قد تتولد من دش ساخن، أو نافورة مياه، أو حتى من بخار الجاكوزي.
وفي حالات أقل شيوعًا، قد تحدث الإصابة نتيجة دخول الماء الملوث إلى الرئتين بطريق الخطأ، كأن يبتلع الشخص كمية صغيرة من الماء خلال الاستحمام أو تنظيف الأسنان، وتدخل بطريقة غير متوقعة إلى الجهاز التنفسي.
والجدير بالذكر أن البكتيريا قد تسبب حالة أقل خطورة تُعرف باسم حمى بونتياك، وهي شبيهة بالإنفلونزا وتختفي دون مضاعفات خطيرة في أغلب الأحيان.
خطورة هذا المرض تتمثل في أن أعراضه قد لا تظهر إلا بعد مرور 10 إلى 14 يومًا من التعرض للبكتيريا، ما يجعل تشخيصه المبكر أمرًا صعبًا، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعًا:
سعال متكرر
ارتفاع في درجة الحرارة (حمى)
صداع مستمر
آلام عضلية واضحة
ضيق في التنفس
وفي حال تم اكتشاف الإصابة في الوقت المناسب، يمكن التعامل مع المرض باستخدام المضادات الحيوية المناسبة، مما يقلل من خطر المضاعفات الخطيرة.
رغم أن الكثير من الناس قد يتعرضون لبكتيريا الليجيونيلا دون أن يُصابوا بالمرض، إلا أن هناك فئات معينة تُعتبر أكثر حساسية وقابلية للإصابة بداء الفيالقة، وتشمل ما يلي:
المدخنون الحاليون أو السابقون
الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين
مرضى الأمراض المزمنة، مثل: السرطان، أمراض الرئة، السكري، أمراض الكلى أو الكبد.
الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، سواء نتيجة مرض مناعي أو بسبب تناول أدوية مثبطة للجهاز المناعي
وتشير التقديرات الطبية إلى أن واحدًا من كل 10 مصابين قد يتعرض للوفاة نتيجة المضاعفات، خاصة إذا لم يُعالج بسرعة.
بما أن هذا المرض يرتبط بشكل أساس بجودة المياه ونظافتها، فإن الخطوات الوقائية تركز على إدارة وصيانة أنظمة المياه بشكل منتظم:
التنظيف بشكل دوري للتخلص من الرواسب والجراثيم.
تشغيل رؤوس الدش والصنابير التي لم تُستخدم منذ مدة لتفريغ المياه الراكدة.
التأكد من تنظيف الأجهزة المائية مثل الجاكوزي والنوافير بحسب توصيات المصنع.
تطبيق أنظمة صارمة لمراقبة جودة المياه في الأبراج التبريدية للمباني والمؤسسات.