قد تتساءل بعض النساء عن أقصى مدة لاستعمال حبوب منع الحمل وما إن كانت هناك أضرار لحبوب منع الحمل على المدى البعيد وغيرها من الاستفسارات المرتبطة بهذا الموضوع.
وبحسب استطلاع للرأي تم الكشف عن نتائجه عام 2018، فقد تبين أن 70 % من النساء اللواتي كن يتناولن حبوب منع الحمل إما توقفن عن استخدامها أو أعدن النظر بشأنها.
كما اتضح أنه وبالرغم من أن حبوب منع الحمل تعد خيارا آمنا في العموم لمعظم النساء، إلا أن الريبة لا تزال تسيطر على كثيرات منهن بخصوص مخاطرها الصحية المحتملة.
ما مخاطر استخدام حبوب منع الحمل التي تحتوي على الاستروجين لفترة طويلة؟
أوضح الباحثون في البداية أن فوائد حبوب منع الحمل تفوق بكثير مخاطرها الصحية المحتملة. وبغض النظر عن ذلك، فإنه من الضروري فهم أن بعض المخاطر تظل قائمة.
ورغم وجود وسائل أخرى لمنع الحمل، لكن الكثير من النساء يفضلن استخدام الخيارات الأكثر فعالية على المدى البعيد، مثل الحبوب، اللاصقات والحلقات المهبلية، التي ترتكز على الاستروجين لتجنب التبويض. ومع هذا، فقد تبين أن المنتجات التي تحتوي على الاستروجين قد تُزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم، خاصة عند النساء الحوامل أو النساء اللواتي وضعن حديثا. فضلا عن أن من سبق لهن الإصابة بجلطات دم أو تعرضن لأمراض وراثية أو قلبية، تتزايد لديهن احتمالات التعرض لتلك الجلطات.
والأكثر من ذلك هو تحذير المعهد الوطني للسرطان من أن تناول حبوب منع الحمل لفترات طويلة قد يعرض النساء لتزايد خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، مع التنبيه إلى أن ذلك الخطر يستمر في التزايد كلما زادت مدة استخدام تلك الحبوب.
وهناك دراسة نشرت نتائجها عام 2003 في مجلة Lancet وجدت أن استخدام حبوب منع الحمل أقل من 5 سنوات يزيد خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 10 % بينما يؤدي استخدامها بين 5 ـ 9 سنوات من خطر الإصابة بهذا المرض بنسبة 60 %.
ولحسن الحظ أن هذا الخطر يبدأ في التراجع مرة أخرى بمجرد التوقف عن استخدام الدواء، لكن النساء المعرضات بالفعل لتزايد في خطر الإصابة بتلك الأنواع من السرطانات، فربما يكون من الأفضل لهن أن يبحثن عن طريقة بديلة تناسبهن بشكل أكبر.
ما مخاطر حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجسترون؟
أكد الباحثون أن حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجسترون قد لا تكون أفضل خيار بالنسبة للنساء اللواتي تتزايد مخاطر إصابتهن بجلطات الدم وأنواع معينة من السرطانات.
ولهذا قد يملن بدلا من ذلك إلى تجربة حقن منع الحمل، التي تعد من الأشكال الأخرى لوسائل منع الحمل التي تستعين بالبروجسترون. وبينما تتسم تلك الحقنة بفعاليتها، فإن وكالة الغذاء والدواء لا توصي باستخدامها لفترات طويلة؛ لأنها تتسبب في إضعاف العظام.
ونظرا لأن تلك الحقنة تتسبب في إفقاد العظام كثافتها المعدنية بشكل ملحوظ، فقد حذرت وكالة الغذاء والدواء من استخدام الحقنة لأكثر من عامين، منعا لحدوث مضاعفات.
وأوضح الباحثون أن الاستخدام طويل الأمد لوسائل منع الحمل الهرمونية يعد آمنا في العموم، وإن كان ينطوي على بعض المخاطر التي يجب الانتباه إليها. وشددوا بالإطار ذاته على ضرورة الرجوع دوما للطبيب المختص قبل اعتماد أي تغييرات.
