صحة ورشاقة

22 فبراير 2016

الرجال أكثر عرضة لاحتمال الإصابة بمرض باركنسون

تشير تقديرات "مؤسسة مرض باركنسون" التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها إلى أنّ إجمالي عدد المصابين بهذه الحالة العصبية المرضية في العالم يتراوح ما بين 7-10 ملايين شخص.
كما أظهرت الإحصائيات أيضاً أنّ الرجال أكثر عرضة لاحتمال الإصابة بمرض باركنسون أو الشلل الرعاشي، من النساء بمعدل مرّة ونصف، فضلاً عن أنّ نحو أربعة في المائة من المصابين بهذا المرض هم دون سنّ الـ 50 من العمر.
وقد لعب بعض المشاهير الذي أصيبوا بمرض باركنسون من أمثال الملاكم الأسطوري محمد علي والمغني جوني كاش والممثل مايكل جي فوكس دوراً فعالاً في تسليط الضوء على هذا المرض ووضعه ضمن دائرة اهتمام الجهات الصحيّة المعنية.
وفي هذا السياق، قال الأستاذ الدكتور كريستيان فرانك، استشاري زائر- الأمراض العصبية في مركز المارينا للفحص الصحي المبكر : "يعدّ مرض باركنسون (الشلل الرعاشي) أحد الحالات العصبية التنكّسيّة المزمنة التي تتفاقم بصورة تدريجية ويتزايد احتمال الإصابة بها مع التقدّم في السّن.

أعراض باركنسون


يعاني المصابون بهذا المرض من أعراض عديدة تشمل الرجفان أو الرُّعاش وتيبّس العضلات وبطء الحركة ومشاكل في الحفاظ على التوازن في وضعيات معيّنة، والتي تتفاقم وتزداد شدّتها مع تطوّر مراحل المرض. وتحدث الإصابة بمرض باركنسون نتيجة لانخفاض إنتاج الخلايا العصبية في الدماغ من مادة ‘الدوبامين’ وهي إحدى النواقل العصبية التي تساعد على تناسق حركة عضلات الجسم وضبطها. ويؤدي انخفاض مستويات ‘الدوبامين’ في الجسم دون الحدّ الطبيعي إلى حدوث اضطرابات مختلفة تؤثر سلباً على قدراتنا على التفكير السليم والحركة السّوية."
وتابع الدكتور فرانك تعليقه بالقول: "لا يمكننا في معظم الحالات تحديد الأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى الإصابة بمرض باركنسون، حيث يصنّف ضمن قائمة الأمراض مجهولة السبب. وبالرغم من ذلك، يعدّ التقدّم في العمر أحد أبرز العوامل التي تزيد من احتمال التعرّض لخطر الإصابة بهذا المرض. وكان مرض باركنسون في السّابق يصيب عادة من هم في سنّ الخمسينيات والستينيات من العمر، ولكنه بات يستهدف في الوقت الراهن من هم في سنّ الأربعينيات وما دون أيضاً. وتشمل العوامل الأخرى التي تزيد من احتمال الإصابة بهذا المرض نوع الجنس (ذكر/أنثى)، والاستعداد الوراثي، والتعرّض للسموم البيئية، وتعاطي المخدرات، وانخفاض مستويات هرمون الأستروجين وحمض الفوليك في الجسم، بالإضافة إلى التعرّض إلى الإصابات الشديدة والمفاجئة في الرأس."



تشخيص المرض


ويتعيّن على الأشخاص الذين يلاحظون وجود رجفان أو ارتعاش في الجسم أو تيبّس في العضلات أو بطء في قدرتهم على الحركة السعي للحصول على الرعاية الطبية المناسبة على الفور، وخاصة في حال اجتمعت لديهم كافّة عوامل الخطر الأخرى. وقد يؤدي مرض باركنسون إلى ظهور أعراض أخرى تشمل الرّعاش الذي ينتقل من طرف إلى آخر، والشعور بالألم في الكتف، والوجه الجامد العاجز عن التعبير عن أية مشاعر، والحساسية تجاه الحرارة، والاضطرابات الهضمية، والاكتئاب وانخفاض ضغط الدم.
وأضاف الدكتور فرانك: "يمكن تشخيص الإصابة بمرض باركنسون باستخدام تكنولوجيا التصوير ‘DemTect’، حيث يتمّ عبر هذه التقنية استخدام كميات صغيرة من المواد المشعة لتحديد مستويات الدوبامين الموجودة في دماغ الشخص. ولكن يمكننا أيضاً تشخيص الإصابة بالمرض في معظم الحالات دون اللجوء إلى هذا الاختبار."

أساليب العلاج


وحول الأساليب والوسائل المتاحة لعلاج مرض باركنسون، قال الدكتور فرانك: "لا يوجد علاج شافٍ لمرض باركنسون، وتهدف التدابير العلاجية المعتمدة إلى إدارة المرض والتخفيف من شدّة أعراضه. ويصف الأطباء عادة بعض الأدوية (ليفودوبا) التي تتيح تعويض النقص في مستويات الدوبامين، بالإضافة إلى مضادات الفعل الكوليني، والتي تساهم في التخفيف من شدّة أعراض الرجفان أو الرُّعاش وغيرها من الأعراض الأخرى. وغالباً ما يعتمد تشخيص مرض باركنسون المجهول السبب على حقيقة مفادها أنّ المريض يتحسن بشكل ملحوظ بعد تناوله عقار ‘ليفودوبا’ عن طريق الفم."
وتتطلب الإدارة الفعّالة لمرض باركنسون تضافر جهود أطراف عدّة تشمل أخصائيي الأمراض العصبية، وأخصائيي التغذية والعلاج الطبيعي وعلاج مشاكل النطق والعلاج المهني بالإضافة إلى الأطباء النفسيين. واختتم الدكتور فرانك تعليقه بالقول: "إنّ التعامل مع مرض باركنسون ليس بالأمر الهيّن على الإطلاق وذلك كونه من الأمراض التي تؤثر بشكل كبير على جوانب عديدة من حياة المرضى ابتداءً من القدرة على الكتابة والمشي ووصولاً إلى التواصل مع الآخرين، لذلك يتوجّب على كلٍّ من مقدمي الرعاية الصحية وأفراد الأسرة تقديم أقصى درجات الدعم والمساندة للمريض طيلة فترة رحلته مع هذا المرض."