في ظل التطور الحاصل بمجال الصحة الجنسية والوصول لاكتشافات أكثر دقة عن ذي قبل، بدأت تتغير كثير من المفاهيم المتعلقة بفهم الأمراض الجنسية وطرق التعامل معها.
وبالاتساق مع ذلك، بدأ يهتم الباحثون بالكشف عن أوجه الاختلاف والفروق بين الأمراض المنقولة جنسيا والعدوى المنقولة جنسيا لزيادة وعي الناس بهذا الخصوص.
كاختصارات، تشير كلمة STDs إلى الأمراض المنقولة جنسيا، أما كلمة STIs فتشير إلى العدوى المنقولة جنسيا. ورغم أنهما كانا يستخدمان بشكل متبادل في الماضي، لكن الحقيقة أن هناك فارقا بسيطا بين المرض والعدوى، وهو ما يعني بطبيعة الحال أن هناك فارقا بين الأمراض المنقولة جنسيا والعدوى المنقولة جنسيا.
ولا يزال كلا المصطلحين يُستخدَمان بالعامية في تصنيف نفس الأمراض الفيروسية، الطفيلية والبكتيرية التي يمكن أن تننقل أثناء ممارسة العلاقة الحميمة مثل السيلان، الكلاميديا، الزهري، داء المشعرات، فيروس نقص المناعة البشرية، فيروس الهربس البسيط، فيروس الورم الحليمي البشري وغيرها من المشكلات والأمراض.
هناك فارق وحيد في واقع الأمر بين الأمراض المنقولة جنسيا والعدوى المنقولة جنسيا، والحقيقة أن المشكلة لا يطلق عليها مصطلح "مرض" إلا عند وجود أعراض، كما حدوث تغير في اللون، نزول إفرازات، حدوث تقرحات أو الشعور بألم.
وهنا يبرز الفارق، حيث غالبا ما تأتي العدوى المنقولة جنسيا بدون أعراض، كما أن هناك تصورا خاطئا مفاده أن العدوى المنقولة جنسيا تُظهِر نفسها دوما عبر أعراض أو تغيرات في الشكل، الملمس، الذوق أو الرائحة، لكن لا شيء قد يكون أبعد من الحقيقة. والدراسات الحالية تشير بالفعل إلى أن أغلبية الأمراض المنقولة جنسيا – تحديدا 66 % منها – تأتي بدون أعراض تماما، وهو ما يتعين عليك معرفته.
وقال الباحثون إن قرار مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها باستخدام العدوى المنقولة جنسيا بدلا من الأمراض المنقولة جنسيا هو خطوة لتعزيز مستوى الدقة؛ لأنه مصطلح يشمل كل الإصابات، بغض النظر عما إن كانت هناك أعراض أم لا.
ونظرا لما تنطوي عليه كلمة "مرض" من شعور بالمشقة، فإن هناك أملا بأن يساعد هذا القرار أيضا على إزالة وصمة العار المرتبطة بتلك الأمراض المعدية الشائعة.
أوضح الباحثون أن وجود أو غياب الأعراض لا يمكن استخدامه في الحكم على شدة العدوى، أو على مدى التلف الناتج عنها، موضحين في السياق نفسه "العدوى قد تكون صامتة تماما وبدون أعراض، لكنها قد تُنقَل لآخرين، وقد تُلحِق ضررا بجسمك".
فمعظم سلالات فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، على سبيل المثال، لا تسبب أي أعراض على الإطلاق، لكن الفيروس قد يسبب عددا من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان عنق الرحم، سرطان القضيب، سرطان المريء وسرطان الفم والبلعوم.
وأوصى الباحثون في الأخير بضرورة أن يهتم الأزواج الذين يداومون على ممارسة العلاقة الحميمة بالخضوع لفحص مرة كل عام أو أكثر من ذلك، حسب الظروف، لأن هذا الفحص سيساعد في التشخيص والكشف المبكر حال كانت هناك إصابة.