أظهرت دراسات طبية أخيرة، أن الصداع النصفي مرض مرتبط بجيناتنا، بما يعني أنه في معظمه متوارث بالعائلة.
وهي الدراسات نفسها التي كشفت عن علاجات مستحدثة، لما يعرف بين أنواع الصداع باسم "الصداع النصفي العيني" الذي يجهله معظمنا، ويخلطون بينه وبين النصفي العادي، كونه يأتينا مصحوبًا باضطرابات عصبية بصرية، قد تؤدي إلى فقدان البصر بصورة مؤقتة في عين واحدة، وقد ينحسر في غضون ساعة، ولذلك يوصف بأنه مرعب لمن يصاب به. علمًا أن حقن البوتكس، يمكن أن تكون علاجًا له.
تنقل دراسة أخيرة عن "الصداع النصفي العيني"، نشرها موقع "سيلف" عن طبيب الأعصاب أندرو مدير برنامج "يو سي ال ايه" للصداع النصفي، قوله إن الإصابة به تشبه تجربة جمع الصور ثلاثية الأبعاد، التي قد تلتقطينها في حفلة.
وفي هذا التشخيص المحيّر إعادة توصيف للصداع النصفي العيني، الذي هو نوع من الصداع النصفي الصامت يعاني فيها المصاب من نوبات متكررة من ضعف الرؤية أو حتى العمى في عين واحدة، قد تحدث قبل أو بمصاحبة آلام الرأس.
أعراض هالة الصداع العيني
تقول الدراسة، إنكِ أثناء نوبة الصداع العيني، قد تتعرضين لتجربة أحاسيس مختلفة، مثل سماع موسيقى أو الشعور بأن شخصًا ما لمسكِ. وكل هذه أعراض مرتبطة بالإبصار، وقد ترين فيها ومضات من نور، وبقعًا أو نجومًا متلألئة، أو أشكالًا متعرجة. وهذا ما يوجب أن تتجنبي عندها قيادة السيارة مؤقتًا.
الأسباب والمحفّزات
وفقًا للدكتورة آن موريسون، أستاذ الطب السريري في كلية البصريات في جامعة أوهايو، فإن أسباب هذا النوع من الصداع النصفي معقدة، وأحدها اختلال النشاط الكهربائي في الدماغ؛ فالنبضات الكهربائية تسبب نشاطًا كهربائيًا غير طبيعي ينتشر على سطح الدماغ، ما يؤدي إلى حدوث "الصداع النصفي" الذي لا يلبث أن يتحول إلى صداع نصفي عيني.
علمًا أن هناك محفزات لهجمة هذا النوع من الصداع، بينها الضغط العصبي والقلق والتغيرات الهرمونية، إضافة إلى الأضواء الساطعة، أو الوامضة وقلة النوم وبعض أنواع الأطعمة والمشروبات.
العلاج المؤقت
الخطوة الأولى في العلاج، كما تقول الدراسة، مراجعة طبيبكِ، للتأكد أنها بالفعل نوبات صداع نصفي عيني، وليس شيئاً آخر، خاصة في حالة فقدان البصر المؤقت.
فقد يكون السبب مشاكل أخرى، مثل انفصام الشبكية، علمًا أن الحالة قد تحدث في أسوأ لحظة ممكنة، أثناء قيادة سيارة أو في العمل.
ورغم أن هناك علاجات مؤقته، مثل مسكنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الايبوبروفين والأسبرين التي قد تكون مفيدة لبعض الأشخاص في إيقاف نوبة الصداع النصفي، لكنها قد لا تعمل في حالة الصداع النصفي الحاد أو المزمن. لذا، يُنصح أن تراجعي طبيبكِ، ليصف العلاج الأفضل.
العلاجات الوقائية
يصف الأطباء علاجات وقائية، مثل الأدوية المضادة للتشنج، وهي الأكثر شيوعًا في هذه الحالات.
كما يصفون مضادات الاكتئاب التي قد تتمكن من كبح جماح ونوبات الصداع النصفي، وأدوية ضغط الدم، إضافة إلى مكملات المغنيسيوم، وبعض الأحيان حقن البوتكس التي تعتبر علاجًا معتمدًا للصداع النصفي.
نصيحة أخيرة قدمتها الدراسة، وهي أن تحاولي معرفة ما تعتقدين أنه يسبب هذا الصداع، بتدوين ملاحظاتك عما يسببه مثل الطعام أو نوع معين من العطر وأي نوع من الطعام والشراب.
وفي الوقت نفسه، احرصي على نيل قسط كافٍ من النوم، وتجنبي القلق والأضواء الساطعة.