دائمًا ما تقترن الكدمات التي نتعرض لها لأي سبب كان بشعور مصحوب بقدر من الألم، وآثار تظهر موضع الكدمة التي قد تستمر لأسبوعين أو نحو ذلك، لكن ما الذي يحدث بالفعل تحت سطح الجلد لكي تحدث كل هذه التحولات بالنسبة لشكل ولون الكدمة؟.
في البداية، يوضح الباحثون أن الكدمة تحدث حين يتسبب أي شكل من أشكال الأذى البدني كارتطام الركبة أو اصطدام أصبع القدم في تلف الأوعية الدموية دون قطع الجلد.
وحينها توضع الأوعية الدموية الصغيرة التي تعرف باسم الشعيرات الدموية بين الجلد والأنسجة الأخرى في الجسم، لذا عندما تنفجر فإن محتوياتها يتم حبسها هناك.
وتتمثل مهمة الجسم وقتها في إعادة امتصاص الدم المسرب، وهو ما يقود إلى تماثل الكدمة للشفاء في نهاية المطاف وتصير عملية الشفاء وقتها عملية ملونة.
وقال الباحثون إن الشعيرات الدموية التي تتعرض لكدمات تطلق دمًا طازجًا أحمر اللون بفعل الهيموغلوبين، ذلك البروتين الذي ينقل الأكسجين عبر الجسم.
تفتت الهيموغلوبين
ويتسبب الدم الغني بالأكسجين في ظهور إصابة حمراء في البداية، لكن بعد يوم أو يومين دون دوران، يبدأ الهيموغلوبين في التفتت لتتلون الكدمة بالأزرق أو الأرجواني أو حتى الأسود.
ونتيجة لتفتت الهيموغلوبين المحاصر، يقوم الجسم بشكل أساسي بإعادة توظيفه، ويمكن أن يستخدم الحديد الموجود بالهيموغلوبين في تصنيع كرات دم حمراء جديدة على سبيل المثال.
ومع زوال ذلك الحديد واختفائه، يتحول الهيموغلوبين المتحلل إلى صبغة بيليفيردين الخضراء المسؤولة عن ظهور كدمة عمرها أسبوع باللون الزيتوني، وتبدأ الكدمة في التحول في الأخير للون الأصفر أو البني الفاتح وذلك قرب نهاية عملية الشفاء.
ماذا عن شكل الكدمة؟
أحيانًا حين نتعرض لكدمة قوية بشكل مباشرة، فربما نرى أن موضع الإصابة يتحول مع مرور الوقت إلى شكل كعكة مع ظهور حلقة دائرية داكنة حول المنطقة الوسطى فاتحة اللون، وهو ما يحدث حين تكون الكدمة قوية لدرجة أنها تجبر الدم على الابتعاد عن نقطة التأثير.
ومعظم الكدمات تختفي في غضون أسبوعين من تلقاء نفسها، لكن قد يتطلب الأمر نوعًا من أنواع المساعدة من جانب الطبيب المختص في حالات أو مواقف بعينها.
وقال الباحثون في الأخير إن غالبية الكدمات والأورام الدموية غير ضارة نسبيًا على المدى الطويل، موضحين أن أفضل علاج لتخفيف الألم بشكل سريع هو اتّباع أسلوب الراحة، الثلج، الضغط والرفع، والذي يُشار إليه بالاختصار RICE، وبعدها سيتباطأ النزيف وسيقل الورم.
ويمكن الانتقال بعدها بيومين من الثلج إلى الحرارة، حيث تعمل تلك الخطوة على إزالة الدم المحاصر عن طريق تحفيز الدورة الدموية.