هل يساعد التدخين المرأة في التخفيف من توترها؟

صحة ورشاقة
فريق التحرير
9 أكتوبر 2019,6:33 ص

قديمًا وحصرًا ارتبط التدخين بالرجال، إلا أن الحملات التسويقية "الشرسة" التي شنتها شركات التبغ في الولايات المتحدة مستخدمة السجائر رمزًا "للتحرر من القيود"، والتي استهدفت إعلاناتها النساء على وجه الخصوص، كانت السبب الرئيس في وقوع النساء في التدخين، واستمرت آثارها حتى وقتنا الحاضر وتوسعت عالميًا.

نحو 200 مليون امرأة من أصل مليار حول العالم وصل عدد النساء المدخنات بحسب منظمة الصحة العالمية، والرقم إلى ارتفاع.

لقد أصبح مشهد المرأة الجالسة في أحد المقاهي تدخن الشيشة أو تقود سيارتها وفي فمها سيجارة، مشهدًا مألوفًا هذه الأيام، مشهدًا يراه كثيرون أمرًا مستهجنًا ويعكس استرجالها، بينما يراه آخرون تحضّرًا ورقيًّا وانفتاحًا، لكن الأهم من ذلك كله، هو الدوافع النفسية والأسباب الحقيقية التي تجعل مئات ملايين النساء يقعن في حبائل التدخين.

مبررات إقبالهنّ على التدخين



وفقًا لتقرير نشرته "ديلي ميل" البريطانية، فإن 65% من النساء يبحثنَ في السجائر عن الراحة النفسية التي يفتقدنها، ويجدنَ في التدخين الطريقة الأسرع لمنحهنّ التحرر والإحساس بالحرية والتخلص من القيود، وهو برأي الكثير منهنّ أفضل وسيلة للتخلص من العصبية والتوتر والضغوط النفسية، كما يحقق لهنّ الشعور بالسلام الداخلي، وهو ما يجعل بعضهنّ يدخنُ بشراهة أكثر من الرجال أنفسهم.

ومن الدوافع النفسية الأخرى شعور المرأة بـ "تدني تقدير الذات" والذي يدفعها إلى تدخين السيجارة تلو الأخرى، بعكس معظم الرجال الذين يدخنون من أجل المتعة فقط.

وهناك اعتقاد آخر يدفع بعض النساء اللواتي يعانينَ من السمنة المفرطة إلى اللجوء إلى التدخين، في محاولة منهنّ إلى خسارة الوزن وحرق الدهون والحصول على أجساد ممشوقة؛ لما هو معروف عن التدخين أنه يساعد على فقدان الشهية وبالتالي يؤدي إلى تقليل كمية الطعام المستهلكة.

صحة الأمر نفسياً

وعلى الصعيد النفسي، ترفض الأخصائية النفسية ومدربة التنمية الذاتية سحر مزهر كل هذه الاعتقادات جملة وتفصيلاً، وتضيف "سواءٌ أكان الاعتقاد بأن السجائر تجلب الارتياح النفسي أو تساعد في التحكم بوزن المرأة، فكل ذلك كلام غير صحيح، لأن المدخنة عادة ما تكون دائمة التوهم بأن هذه العادة قد تخفف من حدة مشاكلها، فتربط مسألة الظروف والمشكلات النفسية والعاطفية وحتى الجسدية بتدخين السجائر التي حتمًا ستدمر صحتها إن لم تقلع عنها".

وما يحدث فعليًا في دماغ المرأة عند التدخين هو حالة من الخدر المؤقت ليس أكثر، وليس ما يُسمى بالراحة النفسية الوهمية التي تدعي المدخّنة حصولها عليها عند تدخين السيجارة، وما يحدث هو العكس تمامًا، فالتدخين يزيد من درجة التوتر وحدتها عند المدخِّنة؛ لأن دخول كمية من النيكوتين إلى جسدها يرفع من مستويات هرمون الذكورة وهرمون التوتر (الكورتيزول)؛ ما يدحض وهم السعادة والراحة النفسية.

وباعتقاد مزهر، فإن السيجارة والراحة النفسية لا يلتقيان بل هما على طرفيْ نقيض، ولكن الإعلام والتقليد والكذب على الذات رسخ هذا الوهم، "وفي الحقيقة ما السيجارة إلا عقاب للذات".

وأخيرًا، لا يمكننا إغفال الأرقام المرعبة لعدد الوفيات بسبب التدخين حول العالم، فإن نحو 5 ملايين إنسان يفقدون حياتهم كل عام بسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين، منهم حوالي 1.5 مليون امرأة، فكيف لها التنفيس عن غضبها والتخفيف من توترها بعيدًا عن التدخين؟

google-banner
foochia-logo