يبدو أن عدد الخلايا الدهنية في جسم الشخص يتغير فقط باتجاه واحد، حيث يزداد عددها في الجسم خلال مرحلة الطفولة والمراهقة وتستقر بشكل عام في مرحلة البلوغ.
لكن هذا لا يعني أن الخلايا الدهنية أو الخلايا الشحمية ثابتة، إذ إن حجم الخلايا الدهنية متغير بشكل ملحوظ، حيث تتوسع الخلايا أو تتقلص مع زيادة أو خسارة الوزن. وتماماً مثل معظم أنواع الخلايا في الجسم، تموت الخلايا الدهنية في نهاية المطاف.
وأشار الدكتور، مايكل جنسن، الباحث في علم الغدد الصماء والسمنة في مايو كلينيك لصحيفة "نيويورك تايمز" أنه " غالباً عندما تموت الخلايا القديمة يتم استبدالها بخلايا دهنية جديدة". ويبدو أن موت الخلايا وتكوينها هما عمليتان مقترنتان، لذلك على الرغم من أن 10% من الخلايا الشحمية تموت سنوياً إلا أنه يتم تعويضهم بنفس المعدل.
وأظهرت الدراسات أنه حتى ضمن مرضى جراحات علاج البدانة الذين يفقدون غالباً كميات هائلة من الوزن تميل عدد الخلايا الدهنية لعدم التغير لكن حجم الخلايا يصغر.
ويعمل شفط الدهون على تقليل عدد الخلايا في جسم الفرد، إلا أن الدراسات كشفت أن الوزن المفقود غالباً ما يتم استعادته خلال سنة واحدة من إجراء العملية، لكن من غير المعروف إن كانت إعادة الوزن ناتجة عن إنتاج خلايا دهنية جديدة أو توسع الخلايا الموجودة.
ويميل الأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة لأن يكون لديهم عدد خلايا أكثر من غيرهم، ووجدت عدة دراسات أن عدد الخلايا الدهنية يزيد عند إعادة الوزن بعد فقدانه.
وأشارت الدكتورة كريستي سبادلينغ العالمة في بيولوجيا الخلية في معهد كارولينسكا في السويد، والمؤلفة الرئيسية في دراسة تظهر أن الخلايا الدهنية تموت ويتم استبدالها إلى أن "حقيقة أن عدد الخلايا الدهنية خاضع للزيادة وليس النقصان يفسر توجه الجسم لاستعادة الوزن بعد فقدانه". وجنباً إلى دور الخلايا الدهنية في تخزين الدهون، تفرز الخلايا الشحمية بروتينات وهرمونات تؤثر على التمثيل الغذائي "أيض" الطاقة.
وذكرت سبادلينغ أنه "بعد فقدان الوزن، تصبح الخلايا الدهنية أصغر حجماً وبشكل عام تكون أصغر حجماً من الخلايا الدهنية للأشخاص الذين يملكون نفس مؤشر كتلة الجسم B.M.I. المستخدم لتمييز الوزن الزائد عن السمنة أو البدانة وعن النحافة وعن الوزن المثالي. من النظريات المحتملة هي أن هذه الخلايا الأصغر حجماً ترسل إشارات لزيادة الشهية وتخزين الدهون، ما قد يفسر سبب صعوبة الحفاظ على الوزن المفقود، لكن هذه الفرضية بحاجة للمزيد من الأبحاث لتأكيدها أو نفيها.