انتشرت الكثير من النصائح التي تدعوكِ إلى إضافة تفل القهوة إلى تربة الحديقة أو النباتات المنزلية لمساعدتها على النمو والازدهار، وقد تتساءلين إن كانت مفيدة حقاً.
في هذا الموضوع، نحاول أن نوضح رأي الخبراء بهذا التوجه، وما إذا كان حقيقيا أم يتضمن شيئاً من المبالغة.
بناء على ما تقدم، فإن الإجابة المختصرة هي: ليس تماما، على الأقل ليس عند وضعه مباشرة على النباتات.
قد تفاجئك هذه الإجابة ولكن هذا لا يعني أن تفل القهوة المستعمل لا قيمة له بالنسبة للذين يهتمون بالبستنة. هو ذو قيمة، ولكن ليس كسماد أو مُحسِّن مباشر للتربة. وإن أفضل طريقة للاستفادة من تفل القهوة في الحديقة هي من خلال تحويله إلى سماد عضوي (كومبوست).
لن تحصلي على الفائدة الكاملة من تفل القهوة بمجرد خلطه بالتربة، ولكن إذا حوّلته إلى سماد بالطريقة الصحيحة ثم استخدمتِ السماد الناتج لتغذية نباتاتكِ، فستكون العناصر الغذائية فيه أكثر جاهزية للامتصاص من قِبل النباتات وأكثر توازناً لنموها.
يُصنَّف تفل القهوة كمادة "خضراء" عند استخدامه في الكومبوست، وذلك استنادًا إلى نسبة الكربون إلى النيتروجين فيه. اخلطي تفل القهوة مع مواد ”بنية“، مثل أوراق الشجر الجافة، بنسبة تتراوح من 1:2 إلى 1:3 للحصول على التوازن الصحيح لعملية التحلل.
في غضون بضعة أشهر، سيتحول تفل القهوة، وحتى فلاتر القهوة الورقية، إلى جانب قصاصات العشب، وأوراق الشجر، وبقايا المطبخ، إلى سماد غني بالعناصر الغذائية يدعم نمو نباتاتكِ.
هناك ادّعاء شائع على الإنترنت أن تفل القهوة يُعد مخصبا جيدا للنباتات التي تحب التربة الحمضية؛ لأنه يخفض درجة حموضة التربة (pH)، لكن هذا غير دقيق. إن درجة حموضة تفل القهوة تتراوح بين 5.5 و6.5، ومعظم النباتات تفضل تربة بدرجة حموضة تتراوح بين 5.8 و6.8؛ ما يعني أن تأثيره على الـ pH طفيف جدا.
إذا كنتِ ترغبين فعلًا في خفض درجة حموضة التربة، فاستخدمي سمادا مصمما خصيصا لهذا الغرض، فذلك أسرع وأكثر فعالية.
رغم أن تفل القهوة المستعمل يحتوي على بعض النيتروجين، وهو عنصر تحتاجه النباتات للنمو، إلا أن هذا النيتروجين ليس جاهزاً للامتصاص من قِبل النبات، والأسوأ، أنه من السهل المبالغة في استخدامه.
فإذا وضعتِ كمية كبيرة من تفل القهوة في أصيص النبات المنزلي، فسيكون الأمر شبيهًا بالإفراط في التسميد؛ ما قد يؤدي إلى حرق جذور النبات، وفي نهاية المطاف موته.
إن النباتات المنزلية حسّاسة جدًا لأي تغييرات حادة في مستويات المغذيات، لأنها تنمو في بيئة صناعية ذات مساحة محدودة. لذا، لا تستخدمي تفل القهوة مباشرة على النباتات المحفوظة في أصيص.
صحيح أن تفل القهوة يمكن أن يحسّن بنية التربة عندما يُضاف مباشرة إلى تربة الحديقة. إن بنية التربة تؤثر مباشرة على كمية الماء والهواء التي تمر من خلالها إلى النباتات. والتربة الجيدة تكون مصفاة جيدا وتحتفظ بالعناصر الغذائية التي تحتاجها النباتات.
إذا كانت تربتكِ من النوع الطيني الثقيل، فإن إضافة أي مادة عضوية، بما في ذلك تفل القهوة، قد تساعد على تحسينها.
مع العلم أن الميكروبات في التربة ستقوم بتفكيك تفل القهوة مع الوقت، لكنكِ لن تستفيدي بالكامل منه إلا بعد تحويله إلى سماد عضوي.
إن تفل القهوة مفيد لحديقتكِ، ولكن فقط إذا قمتِ بتحويله إلى سماد عضوي أولًا! استخدميه بالشكل الصحيح، واستمتعي بحديقة مزدهرة وخضراء.