لا شك أنك رأيت إعلانا في وسائل التواصل الاجتماعي بأن هناك تطبيقات قادرة على تصميم منزلك أو غرفتك عبر الذكاء الاصطناعي.
وبدأت هذه التطبيقات تغيّر أي صورة تريدها للديكور بثوانٍ معدودة لأفخم الديكورات والتصاميم. ولكن هل هذه الصور واقعية ويمكن الوثوق بها؟
خبراء التصميم شرحوا لموقع RealSimple، هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي ليحل محل مصمم الديكور؟ وهل يكفي وحده لإعادة تشكيل بيتك؟
الذكاء الاصطناعي بارع في اقتراح التخطيطات المثالية واستغلال المساحات، وفقا لما توضحه المصممة نيكول جنسن من Murphy Door، ومن خلال مدخلات بسيطة، يمكنه اقتراح توزيع الأثاث، تحسين حركة التنقل داخل الغرف، وتقديم حلول ذكية لتوفير المساحة.
كما يتيح لك معاينة تغييرات مثل الإضاءة أو وضع قطع أثاث جديدة قبل تنفيذها؛ ما يمنحك تصوّرا دقيقا لأي تعديل تخطط له في منزلك.
أحد أبرز فوائد الذكاء الاصطناعي هو تقديم صور واقعية لتصميمات داخلية دون الحاجة لمصمم محترف أو تطبيق مدفوع.
فإذا كنت تفكر بتغيير لون خزائن المطبخ من الخشب إلى الأخضر الداكن، يمكنك ببساطة رفع صورة وطلب التعديل.
كذلك، يمكنه عرض كيف سيبدو السجاد الأسود في غرفة المعيشة أو كيف تبدو الأريكة الحديثة في مكانها. هذه المساعدات تجعل اتخاذ القرار أسهل وأدق.
حتى اختيار الطلاء بات أسهل. حيث بإمكان أدوات مثل ChatGPT تقديم اقتراحات دقيقة لدرجات ألوان من علامات تجارية معروفة مما يسهل عليك تضييق الخيارات قبل شراء عينات.
أما بالنسبة للميزانية، فبإمكان الذكاء الاصطناعي تصميم غرفة ضمن ميزانية محددة، مع ترشيحات لمنتجات بأسعار واقعية؛ ما يساعد في التخطيط المالي دون مفاجآت غير محسوبة.
رغم كل المميزات، لا يزال الذكاء الاصطناعي محدودا في توصيات المنتجات، ويشير راسل غولدمان، مصمم داخلي وخبير سابق في LG، إلى أن الذكاء الاصطناعي يفتقر للفهم البشري للعناصر الثقافية والتاريخية في التصميم.
وغالبا ما يقترح منتجات غير موجودة فعليا؛ ما يسبب إحباطا لمن يبحث عن قطع محددة. وهنا، لا بد من البحث اليدوي عن بدائل مشابهة.
الذكاء الاصطناعي يخلط أحيانا بين الأنماط، وعند طلب تصميم كرسي عصري، قدم نموذجا بأرجل مائلة أقرب إلى الطراز منتصف القرن وليس العصري الذي بات مستخدما أكثر.
كما أن اقتراحاته لأثاث تقليدي قد تنتهي بأثاث لا يتماشى مع المطلوب. هذا النقص في التمييز الدقيق بين الأساليب يظهر الفجوة بين الذكاء الاصطناعي وخبرة المصممين الحقيقيين.
يجيب مايلز سميث من Graphisoft بأن من يتقن استخدام الذكاء الاصطناعي سيتفوّق، لا يستبدل.
أم في المقابل، فتوضح أنستاسيا كايسي من The Interior Collective إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع فهم احتياجات العميل العاطفية أو تقديم لمسات فنية دقيقة. إنه أداة، لكنه لا يمكن أن يكون بديلا كاملا من مصمم ديكور حقيقي.
الإجابة بشكل عام، لا بالكامل، ونعم جزئيا، ففي المشاريع الصغيرة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة فعالة لتصور الأفكار واتخاذ قرارات أولية.
أما في مشاريع كبرى مثل تجديد المطبخ، فهو لا يستطيع التعامل مع اعتبارات تقنية أو قوانين البناء.
والحل الأمثل هو استخدام الذكاء الاصطناعي كمصدر إلهام، ثم استشارة مصمم محترف لإنجاز المهمة بجودة حقيقية.
الذكاء الاصطناعي أداة قوية في تصميم المساحات، لكنه لا يغني عن اللمسة البشرية. ويجب استخدامه كوسيلة للمساعدة، وليس كبديل عن الخبرة والذوق والإحساس.