زاوية "ماذا تقرأ؟"، هي نافذة تسلط الضوء على عوالم القراءة لدى الكتاب والمؤثرين والفنانين، نهدف من خلالها إلى استكشاف الكتب التي تلهمهم، وتكشف عن اهتماماتهم الفكرية، وتروي لنا قصصا عن شغفهم بالقراءة، وكيف تؤثر في مساراتهم الشخصية والمهنية؛ إنها مساحة للاحتفاء بالكتاب والقراءة كوسيلة للإبداع والتطور.
عرفها الجمهور كممثلة وصاحبة حضور مميز على الشاشة، لكن الفنانة ريم عبد العزيز تحمل في داخلها شغفا مختلفا لعالم الكلمة والورق. تكشف ريم عن علاقتها بالكتاب، وتفاصيل تفضيلاتها القرائية بين الشعر والرواية، والورقي والرقمي.
كيف ومتى بدأت علاقتك بالكتاب؟
كوني ابنة الشاعر نظمي عبد العزيز، فقد كانت بدايتي مع القراءة من خلال ديوان للشاعر نزار قباني، وكنت حينها لا أزال في المرحلة الابتدائية. أنا لا أقرأ الشعر فقط، بل أتذوقه وألقيه أيضا. أحببت قصائد نزار كثيرا، وكنت أقرأها بصوته، وأشعر وكأنه يقرأها لي. من الرائع الاستماع إلى قصائد هذا الشاعر الكبير، الذي يمثل سوريا ودمشق.
ماذا تقرئين اليوم؟
أنجزت للتو قراءة رواية الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي "الأسود يليق بك"، وبذلك أتممت قراءة أعمالها الأكثر جزالة في التعبير، وهي "فوضى الحواس"، و"عابر سرير".
ما الذي تتناوله هذه الرواية؟
"الأسود يليق بك" رواية تتناول قضايا الحب والكرامة والهوية، بأسلوب شاعري عاطفي، وتحمل نظرة داخلية عميقة لمشاعر المرأة.
لماذا اخترت هذه الرواية؟
أحب الكاتبة أحلام مستغانمي رغم الانتقادات التي تُوجّه لها أحيانا. أشعر أنها تكتب بلساني، وتحكي عني، وتكتب من قلبي. لا أحبها لأنها فقط تدافع عن المرأة، بل لأنني أؤمن بأن الرجل والمرأة يكملان بعضهما البعض.
من هو كاتبك المفضل؟
كاتبي المفضل هو سعد الله ونوس، الكاتب الرائع، كما أحب أيضا محمد الماغوط. هذان الكاتبان سبقا عصرهما، ولديهما رؤية عميقة للواقع، رغم انتمائهما إلى جيل وزمن مختلفين. هما لا يتكرران.
متى تقرئين؟
أحب القراءة حين أكون مرتاحة وهادئة. أخلق جوا خاصا لذلك. أعدّ كوبا من النسكافيه، وأطفئ الأنوار وأترك إضاءة خافتة، كي أكون كليًا مع الرواية، مركّزة فيها ومندمجة مع أحداثها.
أين تقرئين؟
عادةً أقرأ في مكان هادئ ومريح، يتيح لي الاندماج الكامل مع الكتاب، وغالبا ما أكون في منزلي في أجواء هادئة.
هل من مجالات أو كتب معينة تجذبك؟
أحب الأعمال القريبة من الرومانسية. ومن الروايات التي أحببتها كثيرًا رواية العطر لباتريك زوسكيند، وقرأتُها أكثر من مرة. عندما صدر الفيلم تابعتُه بشغف، لكنه لم يرقَ إلى مستوى الرواية التي كانت أجمل كثيرا. كما أنني أحب القراءة عمومًا، وأقرأ أي كتاب يقع بين يدي. لدي أيضًا كتابان في مكتبتي الصوتية، سجّلتهما بصوتي قبل نحو خمس سنوات، أحدهما لكاتبة أسترالية من أصول لبنانية، وكنت سعيدة لأن صوتي سيصل للناس عبر هذا العمل.
بين الإلكتروني والورقي.. أيهما الأقرب إليك؟
كوني ممثلة، فعندما تصلني نسخة من النص بصيغة PDF، أقول لهم إنني سأطّلع عليه، لكن فورًا أطلب النسخة الورقية. لأن تفريغ النص وقراءته ولمس الورق هو حالة مختلفة، حالة عشق بينك وبين الكتاب. أريد أن أقرأ الرواية ورقيًا؛ لأن ذلك أجمل. صحيح أن هناك تطورا وذكاءً اصطناعيا، لكن يجب ألّا ننسى الأصول وما تربّينا عليه، كي لا نفقد الإحساس الجميل بالقراءة.
