زاوية "ماذا تقرأ؟"، هي نافذة تسلط الضوء على عوالم القراءة لدى الكتاب والمؤثرين والفنانين، نهدف من خلالها إلى استكشاف الكتب التي تلهمهم، وتكشف عن اهتماماتهم الفكرية، وتروي لنا قصصًا عن شغفهم بالقراءة، وكيف تؤثر في مساراتهم الشخصية والمهنية؛ إنها مساحة للاحتفاء بالكتاب والقراءة كوسيلة للإبداع والتطور.
يكشف الفنان السوري سامر كابرو عن علاقته بالكتاب، وأثر القراءة في فكره ومزاجه، ويأخذنا في جولة داخل اهتماماته الشخصية التي ربما لا يعرفها عنه جمهوره. هو حديث يتجاوز الأضواء، ويكشف وجهاً آخر لفنان يعيش الفن بكل تفاصيله، ويقرأ الحياة كما يقرأ النصوص، بتمعن وفضول.
كيف ومتى بدأت علاقتك بالكتاب؟
منذ المرحلة الإعدادية. كانت القراءة، وخاصة من الكتب الورقية، تأخذني إلى عالم آخر. كنت أشعر وكأنني اختفيت عن سطح الكرة الأرضية، جالس في مجرّة أخرى أو وسط الطبيعة، أقرأ وأغوص في الأفكار، كنت أعيش التجربة التي ينقلها الكاتب، فإذا كان النص مشوقاً، أشعر بالسعادة، وإذا كان يتحدث عن شيء كنت أتمنى أن أعيشه، أشعر فعلاً وكأنني أعيشه. كنت أهرب من الواقع إلى الكتاب.
أما إذا كان الكتاب يحتوي على أفكار مفيدة أو فلسفية أو إنسانية أو تجارب حياتية محفزة، فأحيانًا كنت أمرّ من خلاله بتجربة ذهنية، وأصل إلى نتيجة أو قناعة قبل أن أعيشها في الواقع، فأستفيد منها مسبقًا. أعتبر القراءة مثل لعبة الشطرنج، تنمي المفردات وتحفز العقل ليبقى نشطاً، وهذا مهم جداً خصوصاً مع التقدم في السن.
ماذا تقرأ اليوم؟
أقرأ حاليًا كتاب Sell it Like Serhant لريان سيرهانت.
ما الذي يتناوله هذا الكتاب؟
يتناول موضوعات تحفيزية ونفسية.
لماذا اخترت هذا الكتاب؟
اخترته لأنه يقدم قصة تحفيزية. يتحدث عن شخص كان يشعر بأنه خاسر، أو أنه لم يتمكن من الوصول إلى ما يريد، لكن كيف يمكن للظروف، مع الإصرار، أن تعيده إلى الطريق الصحيح ويصل في النهاية إلى ما يطمح إليه.
من هو كاتبك المفضل؟
مار افرام السرياني.
متى تقرأ؟
غالبًا أقرأ قبل النوم، وأثناء سفري على متن الطائرة.
أين تقرأ؟
أقرأ في السرير، أو على متن الطائرة، وأحياناً في الطبيعة أو في المقهى، حسب الحالة المزاجية. الأماكن تلعب دوراً مهماً، فهي تمنحك الوقت والصفاء النفسي لتقبل القراءة.
هل من مجالات أو كتب معينة تجذبك؟
نعم، تجذبني كتب الفلسفة والاقتصاد، والتجارب الإنسانية والشخصية، وكذلك القصص المشوّقة. كما أنني أجد اهتمامًا بالكتب التي تتناول الماورائيات وقانون الجذب، لأنني أؤمن أن من المهم أن يعرف الإنسان موقعه الحالي في الحياة، وأين تقف أفكاره.
بين الإلكتروني والورقي، أيهما الأقرب إليك؟
أقرأ من الاثنين، لكن للكتاب الورقي طابع خاص. ملمسه يترك أثراً نفسياً، وتشعر أن القصة التي تعلقت بها موجودة بين يديك، قريبة منك وتجاورك. أما القراءة الإلكترونية، فهي أيضاً مهمة. الهاتف المحمول يسهل القراءة، خاصة في أثناء التنقل أو عندما لا أستطيع حمل كتاب ورقي. كما أنه يمنحني القدرة على الانتقال بين المواضيع بسهولة، فقد أبدأ بقراءة موضوع اقتصادي، ثم أنتقل إلى موضوع ديني أو فلسفي أو تاريخي. الهاتف يمنحني مكتبة متنقلة أتنقل عبرها بين العوالم.