زاوية "ماذا تقرأ؟"، هي نافذة تسلط الضوء على عوالم القراءة لدى الكتاب والمؤثرين والفنانين، نهدف من خلالها إلى استكشاف الكتب التي تلهمهم، وتكشف عن اهتماماتهم الفكرية، وتروي لنا قصصا عن شغفهم بالقراءة، وكيف تؤثر في مساراتهم الشخصية والمهنية؛ إنها مساحة للاحتفاء بالكتاب والقراءة كوسيلة للإبداع والتطور.
في زاوية مختلفة عن الشاشة، نقترب من الجانب الثقافي والمعرفي للفنان السوري محمد خير الجراح، الذي عُرف بأدواره المتنوعة واللافتة في الدراما السورية، ولكن خلف هذا الحضور الفني، ثمة علاقة متينة تربطه بالكتاب، تعود إلى طفولته وما زالت مستمرة حتى اليوم. فماذا يقرأ اليوم
كيف ومتى بدأتْ علاقتك بالكتاب؟
بدأت علاقتي بالكتاب في عمر 10 سنوات، عبر مجلات الأطفال الشهيرة في السبعينيات مثل "مجلة أسامة" و"سمير" و"ميكي"، والتي كانت بمثابة الباب الأول نحو عالم القراءة، ثم جاءت المنشورات المصرية والتي تحمل قصصاً قصيرة وألغازاً، خصوصاً سلسلة "المغامرين الخمسة"، التي من خلالها تعرّفت على العالم المصري من زاوية سردية ممتعة ومشوقة، وما جعلني متعلقاً بالكتاب أيضاً أن والدي كان قارئاً نهماً، تفقده فتجده بين الكتب.
ماذا تقرأ اليوم؟
أقرأ حالياً كتاب "أبو فستوك المخبر اللورد" للكاتب خطيب بدلة، الذي يعدّ من الأدب الساخر، وهو النوع الذي يجذبني بشدة، والنص يتمتع بروح تجمع بين المتعة والسخرية الذكية.
ما الذي يتناوله هذا الكتاب؟
أحب الأدب الساخر بشكل عام، وأجد متعة خاصة في هذا النوع من الكتابات، بدءاً من أنطون تشيخوف، وعزيز نيسن، وزكريا تامر، كل منهم يتناول الحياة بطريقته الخاصة، ويقدّم نقداً لاذعاً بأسلوب فني. أما خطيب بدلة، فهو صديق قديم تربطني به علاقة عمل في مجال التلفزيون، وكتاباته دائما ما تجذبني؛ لما تحمله من طرافة وعمق.
من كاتبك المفضل؟
لا أستطيع تحديد كاتب مفضل بعينه؛ لأنني أنجذب إلى الموضوع أكثر من الاسم، لكن الرواية عموماً هي النوع الأقرب إليّ، خاصة تلك التي تحمل عوالم خاصة أو خلفيات بحثية وفلسفية، ومن الكتّاب الذين أحب فواز حداد، الذي لطالما أسرني منذ أول رواية قرأتها له، إلى جانب رشيد الضعيف، وروزا ياسين حسن، وخالد خليفة.
متى تقرأ؟
أقرأ عادة في أوقات الاستراحة، رغم أن ضغوط الحياة والانشغالات الطويلة تجعل من الصعب إيجاد الوقت الكافي، فالقراءة تحتاج إلى تفرّغ حقيقي، لذلك أحاول أن أستغل اللحظات المتاحة.
أين تقرأ؟
بالغالب أقرأ في المنزل، وهو مكاني المفضّل للقراءة، أحيانًا أقرأ في مقهى، لكن القراءة في البيت تبقى الأقرب إلى مزاجي.
هل من مجالات أو كتب معينة تجذبك؟
بعيداً عن الروايات، أجد نفسي مشدوداً لكتابات الأستاذ فراس السواح، خاصة في موضوعات الميثولوجيا وتاريخ الفكر، مثل هذه الكتب تساعدنا على فهم كيف تكوّنا، وكيف وصلنا إلى ما نحن عليه، من الناحية الثقافية والنفسية والمعرفية، البحث في هذه المجالات يمنحني إحساساً عميقاً بالوعي.
بين الإلكتروني والورقي، أيهما الأحب أو الأقرب إليك؟
لا أفضّل أحدهما على الآخر. في الوقت الحالي، الوسيط الإلكتروني يتوسّع كثيراً، ويمنحك وصولاً سهلاً لأي كتاب في أي مكان، وهذا أمر لا يمكن إنكاره. ومع ذلك، ما زلت أقرأ الورقي، وأعتقد أنه سيبقى حاضراً لبعض الوقت، وإن كان في طريقه إلى أن يصبح جزءاً من الذكريات مع تعوّد الأجيال الجديدة على القراءة الرقمية.