زاوية "ماذا تقرأ؟" هي نافذة تسلط الضوء على عوالم القراءة لدى الكُتّاب والمؤثرين والفنانين، نهدف من خلالها إلى استكشاف الكتب التي تُلهمهم، وتكشف عن اهتماماتهم الفكرية، وتروي لنا قصصاً عن شغفهم بالقراءة، وكيف تؤثر في مساراتهم الشخصية والمهنية، إنها مساحة للاحتفاء بالكتاب والقراءة كوسيلة للإبداع والتطور.
في حديثها عن علاقتها بالكتب، تفتح الإعلامية الأردنية رهف صوالحة قلبها لتكشف عن رحلة بدأت منذ الطفولة، حين كانت تُعرف بشغفها بالعلم والمطالعة، لم تكن القراءة بالنسبة لها هواية عابرة، بل رفيقة درب، تغيرت ملامحها مع مرور الزمن وتحوّل الاهتمامات، إلا أن حضورها ظل ثابتاً في حياتها.
بدأت علاقتي بالقراءة منذ كنت صغيرة جداً، وكنت شديدة التعلّق بالدراسة والمطالعة، ومع مرور الوقت وتغير طبيعة عملي تغيرت نوعية الكتب التي أقرأها. في السابق كنت أهوى الروايات الرومانسية والقصص الأدبية، أما اليوم فأصبحت أجد نفسي أكثر ميلاً لكتب علم النفس، إذ اكتشفت أن لدي شغفاً حقيقياً بهذا المجال، وأفكر حتى في استكمال دراستي العليا فيه.
أقرأ حالياً كتاب "نظرية الفستق" لفهد عامر الأحمدي، وهو من الكتب التي أعتبرها مفيدة جداً. يتميز بأسلوبه السلس وسرعة قراءته، كما يفتح آفاق التفكير من زوايا غير تقليدية. صحيح أنه ليس رواية، لكنه يقدّم دروساً حياتية عميقة ويشرح نظريات علم النفس بطريقة قريبة وسهلة الفهم.
يتناول الكتاب مجموعة من المقالات والتأملات في تطوير الذات والتفكير النقدي وتنمية القدرات العقلية، ويعرض أفكاراً عملية لفهم النفس البشرية وتحسين جودة الحياة اليومية. لا يسرد حكاية واحدة، بل يجمع بين التجارب والنصائح والرؤى بأسلوب بسيط وعميق في آنٍ معاً.
كنت قد سمعت كثيراً عن هذا الكتاب من أشخاص يشاركونني الميول والاهتمامات الفكرية، ولذلك قررت قراءته. وعندما بدأت فيه، وجدت أنه يتناول أفكاراً تمسّني بشكل مباشر، ويقدم محتوى يناسب طريقة تفكيري.
أعشق أدب إحسان عبد القدوس، فهو يعيدني إلى سنوات المراهقة. أحب رومانسيته وتسلسل أفكاره في الكتابة، وحتى عندما تتحوّل رواياته إلى أعمال درامية، تظلّ جذابة وقوية. أراه من الكُتّاب الكبار الذين تركوا أثراً لا يُنسى.
أفضل القراءة ليلاً، قبيل النوم أو بعد انتهاء ساعات العمل، إذ أشعر أن القراءة تمنحني مساحة للاسترخاء والابتعاد عن صخب الأجهزة الإلكترونية. اكتشفت أن القراءة تريح البال، بعكس الهاتف الذي يُشعرني أحياناً بالضجيج والضغط.
لا يهم المكان بقدر ما تعنيني اللحظة التي أكون فيها قادرة على التفرغ الذهني. قد أقرأ في البيت، أو في لحظة هدوء في المكتب، طالما أجد راحة واستعداداً للغوص في الكتاب.
في الفترة الأخيرة بدأت أهتم بقراءة كتب في مجال ريادة الأعمال، وهو مجال لم يكن يلفتني في السابق، لكن بعد عملي على الموسم الجديد من برنامج "نوستالجيا"، بدأت ألاحظ أهمية فهم هذا العالم. كما أنني أفكر في دراسة إدارة الأعمال، وأرغب في استكشاف الفرص المتاحة فيه بعيداً عن الإعلام.
بلا شك، القراءة الورقية هي الأقرب إلى قلبي. ما أزال من المدرسة القديمة التي تحب أن تلمس الورق وتقلب الصفحات. حتى في عملي أكتب كثيراً بالقلم والورقة، ولا ألجأ إلى الأجهزة الإلكترونية، إلا عندما أكون على الهواء في برنامجي.