تقترب مصر من لحظة فارقة في تاريخها الثقافي، إذ ينتظر العالم افتتاح المتحف المصري الكبير، أضخم مشروع أثري ومعماري في الشرق الأوسط. إلا أن هذه اللحظة، التي كان يُفترض أن تتحقق في هذا الشهر، تأجلت مرة أخرى؛ مما أعاد الغموض إلى المشهد.
منذ انطلاق المشروع عام 2002، واجه المتحف سلسلة من التأجيلات بسبب الأوضاع الإقليمية؛ ما جعل افتتاحه حدثا يلاحقه الترقب والتحديات معا.
أعلنت وزارة الآثار المصرية رسميا أنه تقرر تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير إلى الربع الأخير من عام 2025، بعدما كان من المزمع تنظيمه اليوم الموافق الثالث من يوليو/ تموز 2025.
ويأتي هذا القرار، وفقا للبيان في ضوء "التطورات الإقليمية الراهنة"، وهو ما يشير إلى النزاع المتصاعد في الشرق الأوسط.
كما أن التأجيل نابع من الحرص على تقديم حدث يليق بمكانة مصر، ويحظى بالزخم العالمي المناسب خاصة أن الافتتاح كان سيقام على مدار ثلاثة أيام، ويتطلب مشاركة دولية واسعة النطاق.
وحتى وقت الافتتاح، سيستمر المتحف في استقبال الزوار في إطار الافتتاح التجريبي الذي بدأ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، إذ فُتحت 11 من أصل 12 قاعة عرض رئيسة للجمهور.
رغم عدم تحديد الموعد الجديد بدقة، إلا أن حفل افتتاح المتحف الكبير يُنتظر أن يكون أحد أضخم الأحداث الثقافية في العالم، ومن المقرر أن يتضمن الحفل:
عروضًا ضوئية موسيقية
مشاركة فنانين عالميين ومصريين في عروض تمزج بين الحضارة والتكنولوجيا
توافد وفود رسمية وممثلي منظمات دولية، أبرزها اليونسكو
بث مباشر عالمي باللغات المختلفة لنقل فعاليات الحفل لحظة بلحظة
ويجري التنسيق حاليا بين الجهات الحكومية واللجان الفنية لضمان تنفيذ حفل يعكس عظمة مصر ويليق بتاريخها الممتد آلاف السنين.
يقع المتحف على مساحة ضخمة تبلغ 500 ألف متر مربع، أي ما يعادل ضعف مساحة متحف اللوفر في باريس، و2.5 ضعف المتحف البريطاني. وتبلغ تكلفة إنشائه نحو 1.2 مليار دولار أمريكي، بتمويل مشترك بين الحكومة المصرية وقروض يابانية.
ويعرض المتحف ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية، من بينها:
مجموعة توت عنخ آمون الكاملة التي تضم 5,398 قطعة، وتُعرض لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922 م.
تمثال رمسيس الثاني الذي يستقبل الزوار عند مدخل البهو الرئيس.
زورقان ملكيان تم اكتشافهما عام 1954، ويعرضان ضمن ملحق خاص.
كنوز نادرة، منها قناع الموت الشهير، الكراسي المصنوعة من الذهب والعاج، والتوابيت الملكية والتاج الملكي.
وقد صُمّم المتحف ليكون منصة حية تحيي التراث المصري بأسلوب يجمع بين العراقة والتقنية. ويُعتبر تصميم المتحف المصري، الذي أعدته شركة "هينيغان بينغ" الأيرلندية، تحفة في المعمار المصري الحديث، مزودا بتكنولوجيا عرض تفاعلية تناسب جمهور القرن الحادي والعشرين.