في هذا اللقاء يتحدث الفنان التشكيلي، والأستاذ في كلية الفنون الجميلة في الشارقة، ثائر هلال، عن آخر قراءاته، مسلطاً الضوء على علاقته بالكلمة والكتاب.. فماذا يقرأ اليوم؟
ماذا تقرأ اليوم؟
القراءة تحتاج الوقت، وهذا ما نجد صعوبة في إيجاده أحياناً بسبب متطلبات العمل، فأكتفي بقراءة المقالات والدراسات المتخصصة، مواضيع تتعلق بالتحليل والابتكار والفلسفة والنقد، مؤخراً أركز في هذه الاتجاهات، وأيضاً بالشعر العربي النوعي، خاصة الأشياء التي كنت أقرأها في الماضي ولا أتمعن بها جيداً، لهذا أعيد قراءتها وأتعمق بها لأستعيد المعاني التي كنت أتحسسها لأمنحها بعداً جديداً.
ما هي الدراسات التي تستولي على اهتمامك حالياً؟
أغلبها دراسات تتعلق بالتاريخ السياسي لمنطقتنا العربية، تميل للجانب السياسي الاقتصادي، هذه الأمور المعقدة والحوادث التاريخية الغامضة وغير المعروفة في تاريخنا، وهي أمور جديرة بالاهتمام، مثل العادات المتوارثة والتي شكلت علاقتنا بالدين والمجتمع، العادات التي تتعلق بخلط ثقافتنا بالدين، لهذا أحاول الرجوع إلى نشأة الديانات والفلسفة والنهضة المعرفية.
ما هي مصادرك لتتبع الدراسات والمواضيع التي تبحث عنها؟
الحقيقة أن مصادر المعرفة اليوم متعددة وليست محصورة بشكل معين، هناك الدراسات المنشورة، ومقاطع الفيديو وحتى الأفلام، وأعتقد أن نتفلكس تقدم محتوى وثائقيا جيدا يثير الأسئلة ويدعو إلى البحث أكثر، في النهاية الأمر يتعلق بالاهتمامات، وأنا أميل عموماً إلى التاريخ الموثّق.
هل هناك كتاب أثر بك بشكل خاص؟
قرأت رواية للكاتب التركي أوهان باموك بعنوان "اسمي أحمر" أثرت بي بعمق مع أنها تحكي عن مجتمع إسطنبول، لكنها مشغولة بأسلوب إنساني ساحر ومتشعب ومتوغل في الطبيعة الإنسانية، لهذا استطاعت أن تمسني من الداخل.
هل هناك عناوين متخصصة في مجال الفن التشكيلي تقترحها للقّراء المهتمين بالقراءة؟
في مجال الفن التشكيلي لدينا كتّاب مهمون أنصح بالبحث عن مؤلفاتهم والاستمتاع بقراءتها، مثل شربل داغر، أسعد عرابي، ومن المغرب موليم العروسي، وهناك مجموعة كبيرة من الكتاب الذين نستمتع بقراءة مؤلفاتهم القيمة ولا يسعني الحديث عنهم جميعاً هنا.
هل تفضل الكتاب الورقي أم الكتاب الإلكتروني؟
نحن تربينا على الكتاب الورقي، لكن في الحقيقة اعتدنا أن نقرأ على الموبايل وعلى الكمبيوتر أكثر بحكم نمط حياتنا المعاصرة، ولا يمكننا أن ننكر فضل هذه الأدوات في قدرتنا على الوصول إلى المعلومة بسرعة، رغم التشتت الذي نتعرض له خلال القراءة على الأجهزة، في حين تتيح القراءة من الكتاب الورقي ميزة التركيز بموضوع الكتاب فقط بعيداً عن أي مشتتات، سواء كانت رسائل تواصل، أو روابط بحث.
كيف ترى مستقبل الكتاب الورقي في ظل سيطرة عصر الديجيتال؟
لا أظن أن الكتاب الورقي سوف يختفي، رغم سيطرة الكتاب الإلكتروني، قد يتحول الكتاب الورقي إلى مادة تقليدية تداولها أضعف، وهذا شيء بدأنا نعيشه بالفعل.