زاوية "ماذا تقرأ؟" هي نافذة تسلط الضوء على عوالم القراءة لدى الكُتّاب والمؤثرين والفنانين، نهدف من خلالها إلى استكشاف الكتب التي تُلهمهم، وتكشف عن اهتماماتهم الفكرية، وتروي لنا قصصا عن شغفهم بالقراءة، وكيف تؤثر في مساراتهم الشخصية والمهنية، إنها مساحة للاحتفاء بالكتاب والقراءة كوسيلة للإبداع والتطور.
في حديثه عن علاقته بالكتب، يكشف النجم اللبناني ملحم زين، عن جانب فكري غير ظاهر لجمهوره، فهو يتهم بقراءة الكتب بمختلف صنوفها، لكنه يميل نحو الكتب الأدبية التي تتعلق بالرويات والسير الذاتية والشعر، والتي تعتبر ملهمه له، كونه فناناً في حقل الغناء، ويكشف النجم اللبناني عن نهمه نحو الثقافة والإطلاع والمعرفة، وهو الشيء الذي يتيحه كذلك لأبنائه، في مسعاه لبناء ثقافتهم العامة.
أنا من جيل الثمانينيات، الجيل الذي نشأ على القراءة والماذكرة والإطلاع، فقد نكون من آخر الأجيال التي كانت على تماس مباشر بقراءة الكتب الورقية بمختلف المجالات، إلى جانب الدراسة، لذا تعتبر القراءة من الهوايات التي نمت وكبرت معي.
أقرأ رواية "عزازيل" للروائي المصري يوسف زيدان، الذي يعد أحد أعلام الرواية في العالم العربي.
تدور أحداث رواية "عزازيل" في القرن الخامس الميلادي ما بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا، عقب تبني الإمبراطورية الرومانية للمسيحية، وما تلا ذلك من صراع مذهبي داخلي بين آباء الكنيسة من ناحية، والمؤمنين الجدد والوثنية المتراجعة من جهة ثانية. والرواية هي ترجمة لمجموعة لفائف مكتوبة باللغة السريانية، دفنت ضمن صندوق خشبي محكم الإغلاق في منطقة الخرائب الأثرية حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي قرب حلب/سوريا. كُتبت في القرن الخامس الميلادي وعُثر عليها بحالة جيدة ونادرة، وتم نقلها من اللغة السريانية إلى العربية.
بحكم متابعتي لما تنتجه الساحة الأدبية من أعمال، لفت انتباهي الحديث عن رواية "عزازيل"، وأراها عملا إبداعيا مهما؛ لما تحتويه من مناطق حوارية إنسانية، مكتوبة بحسايسة مرهفة تمتزج فيها العاطفة بالمتعة، عدا عن كون كاتبها يوسف زيدان، رشيق القلم ولديه القدرة على تحويل البحث إلى سرد روائي مشوق.
لا يوجد كاتب واحد، يمكنني أن أسمي الكثير من الأدباء في مجالات الرواية والشعر والسير الذاتية من العرب والعجم، لتبحري الكبير في هذه الأنواع من الكتب، لا يوجد كاتب مفضل، بل يوجد عمل أدبي إبداعي يشدك كقارىء، لذا أختار دائماً المحتوى الذي يلائمني، من دون النظر لاسم صاحبه، حتى أن هذا الأمر، أطبقه في حياتي كمطرب، فاختار أغنياتي بناءً على فكرتها ومضمونها الجديد والمختلف، بغض النظر عمن هو كاتبها أو ملحنها.
لا وقت محددا للقراءة، متى ما كان هناك وقت فراغ، ليس لدي به التزامات فنية تجاه عملي، أو عائلية تجاه أسرتي، تجدني بحثت في مكتبتي عن كتاب قد أكون اقتنيته سابقاً وأبدأ بقراءته.
غالباً في منزلي، لا أحبذ القراءة في أي مكان، إلا إذا كنت في إجازة، ولديّ وقت فراغ، فأخصصه للقراءة.
أحاول أن أكون ملماً بكل شيء حولي، فلا بد للإنسان أن يكون لديه اطلاع على الثقافات المختلفة، أقرأ في السياسة، وفي الأديان، وفي الأدب والفكر والشعر، كما إنني أحياناً أبحث عن سير ذاتية لأشخاص مؤثرين في الحياة ولهم إسهاماتهم العالمية، لأطلع على نشأتهم وتكوينهم.
أختار الورقي من دون تردد، فالكتاب هو رفيقك الذي تقضي معه وقتك الثمين. لا أنكر فضل التطور التكنولوجي والرقمي في العالم حالياً، لكنني من مؤيدي الكتب الورقية.