الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت يلجآن إلى القضاء الأميركي، بعد أن أثارت مؤثرة أمريكية جدلًا واسعًا باتهاماتها المتكررة بأن السيدة الأولى بريجيت ماكرون "رجل في الأصل"؛ ما دفع الثنائي الرئاسي إلى رفع دعوى تشهير في الولايات المتحدة.
وفق موقع صحيفة "فاينانشيال تايم"، رفع ماركون وزوجته دعوى تشهير في الولايات المتحدة ضد كانديس أوينز، وهي مؤثرة ومقدمة بودكاست يمينية، بعد زعمها أن السيدة الأولى لفرنسا "في الحقيقة رجل"، وذلك في سلسلتها المؤلفة من 8 أجزاء تحمل عنوان "أن تصبح بريجيت"، والتي حققت أكثر من 2.3 مليون مشاهدة على "يوتيوب".
وتتهم الدعوى، التي تتألف من 218 صفحة، كانديس بنشر أكاذيب غريبة وتشهيرية ومُبالغ فيها، أبرزها أن بريجيت ماكرون وُلدت ذكرًا باسم جان ميشيل ترونيو.
كما زعمت كانديس أن الرئيس الفرنسي وزوجته تربطهما صلة قرابة، وأن إيمانويل ماكرون نتاج تجربة بشرية أجراها برنامج MKUltra، وهو برنامج سري لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) يُجري تجارب بشرية لتطوير تقنيات التحكم في العقول باستخدام المخدرات والتلاعب النفسي والتعذيب.
ولفتت الدعوى أن كانديس استغلت بيانًا كاذبًا حول جنس بريجيت للترويج لمنصتها المستقلة، واكتساب الشهرة، وكسب المال.
وصرح محامي آل ماكرون، توماس كلير، المؤسس المشارك لشركة كلير لوك المتخصصة في قضايا التشهير، لصحيفة "فاينانشال تايمز": المبدأ هنا هو الحقيقة, إنهم يؤمنون بأهمية الدفاع عن أنفسهم, وقد أتيحت لكانديس فرص عديدة لفعل الصواب، لكنها اكتفت بالسخرية منهم ردًا على ذلك.
وأضاف أن الرئيس الفرنسي والسيدة الأولى مستعدان للسفر إلى ديلاوير للمثول شخصيًا أمام المحكمة، حيث يطالبان بمحاكمة أمام هيئة محلفين وتعويضات عقابية.
وقال آل ماكرون في بيان: نظرًا لأن السيدة أوينز أكدت بشكل منهجي هذه الأكاذيب ردًا على كل طلبات محامينا المتكررة للتراجع، فقد خلصنا في النهاية إلى أن إحالة الأمر إلى محكمة قانونية هو السبيل الوحيد المتبقي.
وتعتبر الدعوى التي رفعها ماكرون حالة نادرة لزعيم عالمي يُقاضي مؤثرًا اجتماعيًا بسبب محتواه، على الرغم من أنها تأتي بعد أيام من رفع دونالد ترامب دعوى قضائية ضد صحيفة "وول ستريت جورنال" وشركاتها الأم بسبب تقرير عن رسالة يُزعم أن الرئيس الأمريكي كتبها إلى جيفري إبستين.
من جهتها، خرجت كانديس عن صمتها للرد على الدعوى القضائية والسخرية منها في حلقة بودكاست مدتها 52 دقيقة.
وأصرت كانديس أن رفع دعوى قضائية ضدها أكبر دليل يؤكد مزاعم أن بريجيت ذكر وليست أنثى، وقالت: إذا كنتم بحاجة إلى أي دليل إضافي على أن بريجيت ماكرون رجلٌ بلا شك، فهذا ما يحدث الآن, إن مجرد رفع هذه الدعوى القضائية هو كل ما تحتاجونه من دليل.
وواصلت كانديس وصف بريجيت ماكرون بـ"المُستدرجة" و"المتحرشة بالأطفال"، في إشارة إلى كيف التقت الأخيرة بماكرون عندما كان طالبًا وكانت هي معلمته آنذاك.
وأصرت كانديس على أن بريجيت كانت تبلغ من العمر 39 عامًا آنذاك، بينما ماكرون كان حينها يبلغ من العمر 14 عامًا، مع أن عائلة الرئيس الفرنسي تصر على أنه كان يبلغ من العمر 15 عامًا، وهو سن الرشد في فرنسا.
يذكر أن النظرية المتمثلة حول أن بريجيت ماكرون ذكر وليست أنثى بدأت في فرنسا العام 2021، لكنها نوقشت منذ ذلك الحين من قبل شخصيات إعلامية أمريكية مثل تاكر كارلسون وجو روغان.
في البداية، لم يتخذ آل ماكرون أي إجراء لتجنب تضخيم ما وصفوه بالشائعات "السامة"، ولكن في العام 2022، رفعت بريجيت ماكرون دعوى تشهير في فرنسا ضد مدوّن زعم أنه عراف، والذي نقل هذه الادعاءات, فازت بالقضية في البداية، لكن تم نقضها في الاستئناف، وهي الآن تطعن في هذا القرار.