شهدت محافظة طرطوس على الساحل السوري عرضًا خاصًا لفيلم "الحبل السري" بحضور مخرجه السوري الليث حجو، وبتنظيم من فريق حرير التطوعي، ضمن نشاطات نادي "سينما حرير" في مدينة الدريكيش، وبمشاركة شبابية لافتة.
"فوشيا" رصد العرض الذي شكّل مناسبة فنية وإنسانية، وتخللته جلسة حوار مطوّلة بين المخرج والحضور، فجرى النقاش حول دلالات الفيلم ورسائله العميقة، التي تمسّ واقع السوريين في ظل الحرب والحصار، وتؤكد قوة الإنسان في مواجهة الموت واليأس.
يتناول الفيلم، الذي كتب السيناريو الخاص به رامي كوسا، حكاية رجل وزوجته الحامل يعيشان في منطقة محاصرة داخل سوريا، حيث يمنعهم قنّاص متمركز من الوصول إلى جيرانهم في البناء المقابل. ومع اشتداد الحاجة، يخترع الجيران حبلًا مشدودًا بين البناءين لتبادل الطعام، رغم الخطر الدائم الذي يشكّله القنّاص.
وفي لحظة مخاض طارئة، يبذل الزوج أقصى جهده لتوليد زوجته بإمكانات بدائية، فيما يحاول الجميع إقناع القنّاص بالسماح لهم بالعبور لإنقاذها، ليصل الصراع إلى ذروته بين إرادة الحياة ورغبة القتل.
بأسلوبه الإنساني العميق، صوّر الليث حجو في "الحبل السري" انتصار الإنسان على آلة الحرب، من خلال تفاصيل رمزية مثل ورق الشجر اليابس بدل التبغ ورغيف الخبز الذي يصل رغم الرصاص، في سردية تتسم بكثافة الشعور، وبلغة سينمائية راقية، اعتاد حجو أن يقدّم بها أعماله.
شارك في بطولة الفيلم، الذي أنتجته شركة "سامة للإنتاج الفني" بتمويل من الاتحاد الأوروبي، نخبة من النجوم السوريين: نانسي خوري، يزن الخليل، ضحى الدبس، جمال العلي. أما التصوير فكان لنزار واوية، وعُرض العمل لأول مرة عام 2019.