استطاعت الفنانة اللبنانية إلسا زغيب أن ترسّخ حضورها على الساحة الفنية بخطوات واثقة، قائمة على التطوّر المستمر والنضج في الأداء.
في حوار هذا الأسبوع، تفتح إلسا زغيب قلبها لـ"فوشيا"، وتروي تفاصيل محطّات مسيرتها الفنية، وتتحدث عن النجومية التي بنَتها على أسس من الاستمرارية والتعمّق في الشخصيات التي تجسّدها. كما تكشف عن رأيها في الأعمال المشتركة والمعرّبة، وتتطرّق إلى جوانب خاصة من حياتها كأمّ وفنانة.
تتبدل مشاعر الإنسان وتتطور تصرفاته مع مرور الوقت. هذا النضج شكل نقطة تحوّل، إذ مكّنني من اكتساب مهارات جديدة على الصعيدين الشخصي والمهني. التمثيل مهنة تعتمد بشكل أساسي على المشاعر والقدرة على التعبير، وكل مرحلة فيها تفتح أبوابًا للتعمق في الشخصيات التي أقدمها. صحيح أنني منذ بداياتي كنت أؤدي الكثير من أدوار البطولة، لكن اليوم أصبح التعاطي مع الشخصيات أعمق وأكثر نضجًا. أفهم دوافع الشخصية، وأعيش تفاصيلها من الداخل، وهذا برأيي هو جوهر التطوّر الحقيقي في تجربتي الفنية.
عندما كنت في الجامعة، كان يورغو شلهوب نجم الشاشة بلا منازع، خاصة في أعمال الكاتب الراحل مروان نجّار. كان حضوره طاغيًا وجاذبيته لافتة، سواء من حيث الشكل أم الأداء. أتذكّر كيف كانت الفتيات معجبات به إلى حد كبير، وأنا شخصيًا تأثّرت به كثيرًا. شعرت أنه مصدر إلهام حقيقي لي، ومن خلال إعجابي به، ترسخت لديّ الرغبة في دخول عالم التمثيل.
لم تكن هناك حادثة بعينها، بل كانت المسألة مسارًا طويلًا من التراكم والاستمرارية. النجومية من وجهة نظري ليست لحظة، بل مسيرة من الثبات، واختيارات دقيقة تترك أثرًا لدى الجمهور. أنا حريصة على أن تكون خطواتي مدروسة، لأن اختيار الدور المناسب هو المفتاح الأول للحفاظ على محبة الجمهور وبناء اسم راسخ. في النهاية، الجمهور هو مَن يمنح الفنان صفة “النجم”.
بالطبع، التنوع في الأدوار أتاح لي الفرصة لأكون ضمن قائمة الممثلين المرشحين لأعمال في لبنان وخارجه، خصوصًا مع ازدهار الأعمال المشتركة التي تهدف إلى تسويق الدراما عربيًا. لكن ما لاحظته أن بعض شركات الإنتاج تحصر الممثل بنوع معين من الشخصيات في حال نجح بها، وهذا أمر لا يرضيني. أنا أرفض تكرار نفسي وأسعى إلى تقديم أدوار مختلفة تمامًا عن بعضها. أما عن الأعمال المعربة، فمشاركتي فيها كانت محدودة لأسباب عائلية، إذ لا يمكنني السفر لفترات طويلة كما يفعل بعض الزملاء. لذا، اكتفيت بتجربة صغيرة في مسلسل “العميل”، حيث جسّدت دورًا من خمس حلقات، وقد أسعدتني كثيرًا ردود الفعل عليه.
التميّز يأتي من البصمة التي يتركها الفنان في كل عمل، ومن قدرته على ابتكار شيء خاص به في الأداء والتعبير. ما يميزني شخصيًا أنني لم أغيّر شكلي الخارجي، وما زلت محافظة على ملامحي الطبيعية، ولم ألجأ إلى عمليات تجميل قد تطمس الهوية الحقيقية للممثلة. أؤمن بأن التميّز لا يُقاس بالشكل، بل بالحضور والصدق في الأداء.
دائمًا ما أقول “لو”. أتابع أعمالي وأقيّمها بنظرة نقدية، لأنني مؤمنة بأن الأفضل دائمًا ممكن. في آخر أدواري بشخصية “ميرنا” في مسلسل “نَفَس”، تمنّيت لو أُعطي النص مساحة أوسع لهذه الشخصية، خصوصًا من ناحية أبعادها النفسية والمرضية. للأسف، لم تُعرض الأسباب التي تبرّر تصرّفاتها بالشكل الكافي، ما جعل الشخصية تبدو غامضة أمام الجمهور، وكان يمكن أن تُقدَّم بشكل أعمق وأكثر تأثيرًا.
زوجي يتابع كل أعمالي ويقدّم لي ملاحظات بنّاءة تساهم في تطوير أدائي، كما يفرح بنجاحي. أما بالنسبة لشخصية “أنسي”، فحتى خلال التصوير كنت أمازح الفريق وأقول: شو هالشخصية اللي عم يتمسح فيها الأرض! كنت أستغرب كيف يمكن لشخص أن يقبل بكل هذا التهميش، لكنني كنت مدركة لأهمية دور ميرنا داخل العمل.
حتى الآن لا يوجد شيء مؤكد. هناك بعض الأحاديث عن مشاريع درامية، ولكن لم يُوقَّع أي عقد رسمي بعد.
إذا تحدثنا عن الممثلين السوريين، فأنا أتمنى العمل مع تيم حسن أو قصي خولي، فهما من الأسماء اللامعة في الأداء والحضور. أما في مصر، فأختار أحمد فهمي وأحمد العوضي، لأنني أحب طاقتهما على الشاشة، وأشعر أنني سأتعلم الكثير من خلال التمثيل أمامهما.
أستطيع التوفيق بين حياتي كأم وعملي كممثلة، لأنني شخص منظم للغاية. مشكلتي ليست في أولادي، بل في ذاكرتي! منذ صغري أعاني من ضعف في الذاكرة القصيرة، ولا أستطيع الاحتفاظ بالمعلومات لفترات طويلة. هذا الموضوع يفيدني في التمثيل، لأن المطلوب هو حفظ النصوص في وقت محدد فقط. أقرأ الدور مرارًا، وأفهم الشخصية جيدًا، وأعيد المشاهد في ذهني أكثر من مرة إلى أن ترسخ في ذاكرتي.
سبق أن شارك ولدي في مشهدين صغيرين في فيلم “نهاد الشامي”، وكان الأمر ممتعًا لهما. أردت أن يعيشا تجربة العمل مع المخرج سمير حبشي، الذي شاركت معه أولى تجاربي التمثيلية. لكنني أرفض مشاركتهما في أي عمل خلال العام الدراسي، لأنني أعلم جيدًا كم هو مجهد التصوير، ولا أريد أن يؤثر ذلك على دراستهما. في المستقبل، الخيار لهما إذا رغبا في خوض هذا المجال.
أوازن بين الاثنين. أشارك بعض جوانب حياتي اليومية عبر السوشيال ميديا، لأنني أحب أن يعرفني الجمهور على طبيعتي، لكنني في الوقت نفسه أحافظ على خصوصية عائلتي والمقرّبين مني.
أعشق تصاميم ألكسندر ماكوين وألكسندر فوتي، لأنهما يقدّمان ستايل خارج الصندوق. أما في الإطلالات الفاخرة، فلا أحد يضاهي زهير مراد وإيلي صعب، فتصاميمهما تبهرني دائمًا.
طبعًا! الراحة أولًا. لو أستطيع أن أرتدي “السورفتمون” كل يوم، لما ترددت.
الترند لا يناسب الجميع. هناك صيحات لا تليق بي، مثل الملابس الواسعة جدًا التي تبتلع القوام. لذلك، أختار ما يليق بي ويواكب الموضة في الوقت نفسه. أعمل مع الستايلست شارلي هاشم، ونتعاون لاختيار إطلالات مناسبة ومتنوعة، تتماشى مع كل مناسبة.
أثرت إيجابا. أصبحت منصات التواصل وسيلة سريعة للاطلاع على كل جديد في عالم الأزياء، ووسّعت من شريحة المهتمين بالموضة، وهذا ما جعلهم يختارون إطلالات أنيقة بأساليب مبتكرة.
القطع الأساسية التي لا تبطل موضتها. يمكن تنسيقها بطرق متعددة، وهذا يجعلها ضرورية في كل خزانة.
الأمر يعتمد على المناسبة. أحيانًا أفضل الكلاسيكي، وأحيانًا أميل إلى العصري، حسب الجو والطابع.
صحيح أن الأسود هو الأكثر أناقة، لكنه يطغى على الإطلالات في كثير من المناسبات. لذلك، أحرص على اختيار الألوان المشرقة التي تُضيء وسط الحشود. الألوان تعكس طاقتي وشخصيتي، وأنا بطبعي أحب الحياة والفرح.