علّقت الفنانة المصرية رانيا محمود ياسين على فاجعة الطفلة التونسية "مريم"، التي جرفتها الأمواج في مشهد مأساوي هزّ الشارع العربي وتصدّر مواقع التواصل.
ووجّهت رانيا عبر حسابها الرسمي في "إنستغرام" نداءً مؤثرًا، محذّرة الأسر من مخاطر البحر، خاصة في ظل اضطراب الأمواج وغياب الوعي الكافي بإجراءات السلامة.
كتبت رانيا منشورًا حمل الكثير من القلق والمسؤولية، قائلة: أنا معرفش الحقيقة إيه، يا رب يكون لقوا البنت اللي تاهت من أمها في البحر، بس أرجوكم، أستحلفكم بالله، البحر غدار، ما بيفرقش بين طفل وكبير، بيعرف يعوم أو ما بيعرفش. وإذا كان نزول الأطفال للبحر ضرورة، ما ينزلوش لوحدهم، لا بعوامة ولا من غير عوامة، ولا حتى لو بيروح تمرين سباحة كل أسبوع.
وأضافت: لازم الأهل يكونوا معاهم في البحر، خصوصًا إن حالة البحر الأيام دي غير طبيعية. ربنا يحفظكم ويحفظ أولادكم.
كلماتها لاقت تفاعلًا واسعًا، خصوصًا في ظل تعاطف الجمهور الكبير مع مأساة الطفلة مريم التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس والعالم العربي.
الطفلة مريم، لم تتجاوز الثالثة من عمرها، كانت تلهو على عوامة مطاطية على شاطئ قليبية بولاية نابل، حيث كانت تقضي عطلتها الصيفية مع أسرتها القادمة من فرنسا.
وبينما كانت الأم تراقبها، جرفتها رياح قوية إلى عمق البحر، وسط ذهول العائلة وعجزهم عن اللحاق بها بسبب شدة التيارات وسرعة الأمواج. خلال لحظات، اختفت مريم عن الأنظار، لتبدأ عملية بحث واسعة امتدت ثلاثة أيام.
عقب انتشار القصة، سادت حالة من الحزن الكبير في تونس والدول العربية، وتداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر إنقاذ طفلة من الغرق، ظنًّا منهم أنها مريم، لكن تبيّن لاحقًا أن الفيديو يعود لحادثة في ليبيا قبل ثلاثة أسابيع، ولا علاقة له بالواقعة.
السلطات التونسية لم تدّخر جهدًا، فقد شاركت فرق الحماية المدنية، والجيش الوطني، والحرس البحري، ومتطوعون، إضافة إلى غواصين محترفين وطائرات مسيّرة وزورق نجدة، في محاولة يائسة للعثور على مريم، ورغم تمشيط الشريط الساحلي بين منزل تميم وقليبية، فإن سوء الأحوال الجوية وصعوبة الأمواج عطّلا العمليات مرارًا.
ومساء يوم الاثنين، بعد مرور ثلاثة أيام على الحادث، أعلنت فرق الغواصين العثور على جثمان الطفلة مريم طافية في عرض البحر قبالة سواحل مدينة بني خيار، على بُعد حوالي 25 كيلومترًا من نقطة اختفائها. لتنتهي بذلك مأساة هزّت القلوب، وتركت خلفها صدمة لا تمحوها الكلمات.