أحمد فهمي يسدد ضرائب طلعت زكريا بعد وفاته

في موقف إنساني نادر يعكس روح الوفاء بين نجوم الوسط الفني، تكفّل الفنان المصري أحمد فهمي بسداد الضرائب المستحقة على الفنان الراحل طلعت زكريا بعد وفاته، من دون أن يكشف عن ذلك أو يسعى إلى رد الجميل، وهو الموقف الذي روته ابنته الفنانة إيمي طلعت زكريا باعتباره من أصدق ملامح الوفاء والمحبة التي حظي بها والدها بعد رحيله.

تفاصيل سداد أحمد فهمي ديون الراحل طلعت زكريا

أكدت إيمي ابنة الفنان الراحل، خلال لقائها مع الفنانة مروة عبد المنعم في برنامج "وصفة مروة" عبر قناة الشمس، أن والدها الراحل ترك ما يكفي أسرته من دخل وذكريات، لكنه واجه في سنوات مرضه الأخيرة أعباء مادية كبيرة ومشكلات ضريبية أثقلت كاهله. وأوضحت أنها لجأت وشقيقها عمر، إلى نجم شهير وصديق لوالدهما، لطلب المساعدة في تسديد هذه الالتزامات، إلا أنهما فوجئا برد صادم، لتكتشف الأسرة لاحقاً أن الفنان أحمد فهمي هو من تكفّل بدفع المبلغ كاملاً، رافضاً حتى مجرد الحديث عن الأمر.

وقالت إيمي: أحمد فهمي أثبت أنه إنسان وفيّ، دفع الضرائب ومقالش لحد، ولما عرفنا رفض ياخدهم. مواقف زي دي بتخلينا نحس إن لسه في خير وحب حقيقي في الوسط الفني، مشيرة إلى أن هذا التصرف ترك أثراً كبيراً لديها ولدى أسرتها.

إيمي طلعت زكريا: والدي من مدرسة "تفسح وانبسط"

كما تحدثت  إيمي طلعت زكريا عن والدها، مؤكدة أنه لم يكن من الحريصين على جمع المال، بل عاش حياته بفلسفة الاستمتاع والإنفاق قائلة: بابا كان مبذراً جداً، ومن مدرسة اصرف واتفسح وانبسط، لافتة إلى أن هذه الروح المرحة هي ما ميزت شخصيته أمام الكاميرا وخلفها.

والفنان الراحل طلعت زكريا، واحد من أبرز نجوم الكوميديا في السينما والدراما المصرية خلال العقدين الأخيرين. تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1984، وبدأ مشواره الفني بأدوار صغيرة قبل أن يلفت الأنظار بخفة ظله وأسلوبه التلقائي في الكوميديا.

حقق شهرته الأوسع من خلال فيلم "طباخ الرئيس" عام 2008، حيث جسّد شخصية الطباخ البسيط الذي يدخل إلى قصر الرئاسة ليكشف للمشاهدين الوجه الإنساني للرئيس بعيداً عن الرسميات، وهذا الدور رسّخ مكانته كأحد أبرز نجوم الكوميديا في جيله.

شارك طلعت زكريا في عدد كبير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، من أبرزها أفلام "حاحا وتفاحة"، "غبي منه فيه"، وغيرها الكثير. واشتهر زكريا بخفة الدم وروحه المرحة سواء على الشاشة أم في كواليس العمل، وكان مقرباً من جمهوره وزملائه على حد سواء. رحل  بعد صراع مع المرض، تاركاً وراءه إرثاً فنياً كوميدياً لا يزال حاضراً في ذاكرة محبيه.