خرج الكاتب والمؤلف المصري خالد صلاح، عن صمته ليكشف عن تفاصيل رؤيته لمسلسل "معاوية"، الذي أثار جدلاً واسعًا منذ الإعلان عن عرضه في موسم رمضان 2025.
وأوضح صلاح عبر منشور مطول على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن العمل يقدم شخصية معاوية بن أبي سفيان من منظور إنساني بعيدًا عن الصراعات العقائدية والروايات التاريخية المتضاربة.
معاوية معاوية ، لم يكن مجرد رجل دولة، أو قائد عسكري يخوض معاركه على أسنة الرماح ، بل كان إنسانًا، صاغته الأيام كما تصوغ...
Posted by Khaled Salah on Saturday, March 1, 2025
قال صلاح أن "معاوية لم يكن مجرد رجل دولة، أو ذلك القائد العسكري، بل كان إنسانًا صاغته التجارب كما تصوغ النار الحديد". مشيرًا إلى أن شخصيته "جمعت بين القسوة في أوقات الضرورة، واللين حين تستدعي الحكمة".
وتطرق المؤلف إلى طفولة "معاوية"، التي نشأ فيها في بيت العظمة بين أغنى بيوت قريش، قبل أن تهتز الأرض من تحت قدميه مع هجرة شقيقته "رملة" إلى الحبشة ودخول والدته هند بنت عتبة الإسلام بعد سنوات من العداء.
ووصف خالد صلاح "معاوية" بأنه "لم يكن رجل سيف ولا زاهدًا، بل رجل التدبر والانتظار الصامت". موضحًا أن معاوية "أدرك منذ صغره أن الانتصار الحقيقي ليس فقط في ساحات القتال، وإنما في الصمود وإدارة المعارك بالعقل والحكمة".
كشف صلاح عن الجوانب الإنسانية في حياة معاوية، من فقدانه لزوجته الأولى وابنه عبد الرحمن، إلى انهيار أخيه يزيد أمام عينيه بسبب الطاعون. كما أشار إلى قصة حبه لميسون بنت بحدل، التي فضلت حياة البادية على قصور الشام.
وتوقف الكاتب عند أبرز محطات حياة معاوية، وهي مقتل ابن عمه الخليفة عثمان بن عفان، الذي وضعه في مواجهة اضطرارية مع الإمام علي بن أبي طالب، حيث وجد نفسه مسؤولاً عن الثأر وتحقيق العدالة من وجهة نظره.
واختتم خالد صلاح حديثه بأن مسلسل "معاوية" لا يقدم معاوية كمنتصر أو مهزوم، بل كإنسان خاض صراعاته مع نفسه قبل أن تجرفه طاحونة السياسة. موضحًا أن العمل يعيد قراءة الشخصية بعيدًا عن التصنيفات المسبقة، ليقدم روحًا تألمت وانتصرت وأخطأت في رحلة قدرية تشبه حياة الكثيرين.
يشار إلى أن هيئة الإعلام والاتصالات في العراق، قررت السبت، منع بث مسلسل "معاوية" خلال شهر رمضان، بسبب مخاوف من إثارة الجدل الطائفي وتأثيره على النسيج الاجتماعي.
وأوضحت الهيئة في بيان رسمي أن القرار يأتي استنادًا إلى الصلاحيات القانونية الممنوحة لها، وحرصًا على تنظيم قطاع الإعلام بما ينسجم مع المعايير الوطنية والمهنية المعتمدة في العراق.
وأكدت الهيئة أن الأعمال التاريخية ذات الطابع الجدلي قد تؤدي إلى تأجيج السجالات الطائفية، مما يشكل تهديدًا للسلم المجتمعي، خاصة خلال الشهر الفضيل.
كما دعت جميع المؤسسات الإعلامية إلى الالتزام بالمعايير المهنية، وتجنب بث المحتويات التي قد تتسبب في إثارة الفتن أو التحريض الطائفي، حفاظًا على استقرار المجتمع.