عقدت الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج الدولي، مساء الخميس 10 يوليو الجاري، مؤتمراً صحفياً في المسرح الأثري في قرطاج، خُصص لتسليط الضوء على برنامج الدورة التاسعة والخمسين، المقرّر تنظيمها من 19 يوليو إلى 21 أغسطس 2025.
وشهد اللقاء حضور عدد من الفنانين المشاركين، إلى جانب جمع من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.
في مستهل المؤتمر، أكدت السيدة هند المقراني، المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، والمشرفة على هذه الدورة، أن التحضيرات انطلقت منذ يناير 2025، ورافقتها أشغال تهيئة المسرح الأثري، مع الحرص على تجاوز النقائص الفنية والتقنية التي برزت في الدورات السابقة.
وأوضحت "المقراني" أن المسرح في حلّته الجديدة يطمح إلى ترسيخ مكانة قرطاج كمنارة ثقافية، تستعيد ألقها وتواصل كتابة فصول جديدة في سجلّها التاريخي العريق، مؤكدة أن هذا الركح الرمزي لا يعتليه سوى "الفنان الكامل"، لما يتطلبه من حضور فني وجماهيري استثنائي، باعتباره ليس مجرد فضاء للعروض، بل هو منصة تُتوّج فيها النجومية، ومحراب للفن الرفيع الذي يخلّد اللحظات ويمنحها بعداً إنسانياً وجمالياً خالداً.
وشددت على أن مهرجان قرطاج الدولي 2025 يمثل موعداً متجدداً مع الفن الراقي والالتزام الثقافي، في تواصل أصيل مع الماضي ورؤية طموحة للمستقبل.
في تصريح خاص لـ"فوشيا"، أكدت "المقراني" أن هذه الدورة لا تقل أهمية عن سابقاتها، قائلة: نحن نواصل على نفس النهج والرؤية: الرقي بالذوق العام، والتنوع الثقافي، والتعريف بالفن التونسي وإشعاعه، إلى جانب الانفتاح على مختلف التجارب الفنية من العالم.
ورداً على الانتقادات التي تطول الدورة الحالية، أوضحت أن مثل هذه الآراء تتكرر كل عام، مشيرة إلى أن الجدل هذا العام تمحور حول الملصق الإعلاني لحفل الفنان الفلسطيني الجزائري سان لوفون (Saint Levant)، الذي تم تغييره بطلب من الفنان نفسه.
أما بخصوص غياب مدير للدورة الحالية، فأوضحت أن المهرجان لا يرتبط بشخص بعينه، قائلة: المهرجان ثابت، أما الأشخاص فيتداولون على المسؤوليات. ما يدوم هو الأفكار والرؤى، وكل نقائص يمكن تداركها مستقبلاً.
أكدت السيدة هند المقراني أن من أبرز رهانات هذه الدورة الترويج للفن والفنان التونسي، إلى جانب تقديم برمجة متنوعة تراعي مختلف الأذواق، وقالت: البرمجة ثرية، فيها الكثير من العمل والاجتهاد، وحرصنا على التوليف بين الشبابي والطربي، إلى جانب سهرات تُحتفى فيها رموز مثل أم كلثوم عبر صوت المصرية مي فاروق، ومشاركة الفرقة التونسية بقيادة المايسترو محمد الأسود.
ورغم الإقرار بإمكانية تقديم الأفضل، فإنها اعتبرت البرمجة "مشرفة"، مشددة على أن كل اجتهاد يحتمل جوانب إيجابية، وأخرى قابلة للتطوير.
حول اختيار الفنانة الإماراتية أحلام لسهرة الختام، أكدت "المقراني" أن القرار يأتي في إطار تعزيز التنوع الثقافي، وإعادة إدماج موسيقى الخليج في المهرجان بعد غياب دام سنوات.
أما مشاركة الفنان اللبناني آدم لأول مرة، فترى فيها المقراني استجابة لطلب جماهيري واسع، مؤكدة أن له صوتاً وإنتاجاً لا يقلان أهمية عن غيره من النجوم.
خلال المؤتمر الصحفي، عبّر عدد من الفنانين التونسيين المشاركين في الدورة الـ59 عن فخرهم واعتزازهم بالمشاركة، مؤكدين على الرمزية الكبيرة لهذا الحدث في مسيرتهم الفنية.
الفنانة نهى رحيم، المشاركة في السهرة التونسية التي تجمع فنانين من أجيال مختلفة، وصفت هذه المشاركة بأنها "فرصة مميزة"، معتبرةً إياها لفتة تقدير من وزارة الشؤون الثقافية التونسية للفنانين الشباب.
وأضافت: سأقدّم ديو مع والدي الفنان القدير محسن الرايس في سهرة تونسية بامتياز تعبّر عن تواصل الأجيال، وأتوقع أن تكون أكثر من رائعة.
أما الفنان حمزة الفضلاوي، فأشار إلى مشاركته في عرض الافتتاح "من قاع الخابية" تحت قيادة المايسترو محمد القرفي، مؤكداً أن الوقوف على ركح قرطاج للمرة الثانية يشكل محطة فنية مهمة في مشواره.
وقال: هي لحظة استثنائية، والغناء في عرض يقوده قامة موسيقية مثل الدكتور القرفي شرف كبير، خاصة لما له من أثر في تكوين العديد من الفنانين داخل تونس وخارجها.
وفي نفس السياق، تحدّث الموسيقار رياض الفهري عن مشاركته السابعة في المهرجان من خلال عرضه الجديد "Tapis Rouge 2"، مستحضرا مشاركته الأولى، العام 1993، عندما لحّن أوبيريت للفنان لطفي بوشناق بالتعاون مع الأوركسترا السيمفوني الكوري والإيطالي.
وأوضح أن العرض الجديد هو "نسخة مطورة من العرض الذي قدمه في ختام دورة 2009"، مشيراً إلى أنه "كرنفال موسيقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى."
19 يوليو: الافتتاح سيكون بعرض فني بعنوان "من قاع الخابية" للموسيقار التونسي محمد القرفي
20 يوليو: عرض "Tapis Rouge 2" للموسيقار رياض الفهري
22 يوليو: عرض مسرحية "بينومي s+1 " لعزيز الجبالي
25 يوليو: عرض للفنانة التونسية لطيفة العرفاوي
26 يوليو: عرض لعازف البوق والمؤلف والموزع وأستاذ الموسيقى اللبناني الفرنسي إبراهيم معلوف
27 يوليو: عرض للفنان الفلسطيني محمد عساف بعنوان "عرض من أجل غزة"
28 يوليو: سهرة تونسية
30 يوليو: عرض للفنان السوري ناصيف زيتون
1 أغسطس: سهرة أوركسترالية تونسية لقائدي الأوركسترا بعنوان " la nuits des chefs"
2 أغسطس: عرض للفنانة اللبنانية نانسي عجرم
3 أغسطس: عرض لـنجمة مسرح الأطفال الفنانة الفرنسية "chantal goya"
5 أغسطس: عرض للفنان الفلسطيني الجزائري سان لوفون "Saint Levant"
8 أغسطس: عرض موسيقي للفنان كريم الثليبي بعنوان "تخيّل"
9 أغسطس: عرض للفنانة اللبنانية نجوى كرم
11 أغسطس: عرض "فولكلور"
13 أغسطس: عرض للفنانة التونسية صوفية صادق
16 أغسطس: سهرة أم كلثوم تحييها الفنانة المصرية مي فاروق
17 أغسطس: سهرة لفنان موسيقى الريغي والهيب هوب الجامايكية "كي ماني مارلي"
18 أغسطس: عرض للفنان اللبناني آدم
21 أغسطس: الختام سيكون بسهرة للفنانة الاماراتية أحلام