بعد ربع قرن على عرض المسلسل السوري الشهير "الزير سالم – أبو ليلى المهلهل" الذي حقق حضورًا استثنائيًا في ذاكرة الدراما العربية، يستعد الكاتب السوري عثمان جحى لنقل هذه السيرة الشعبية الخالدة إلى خشبة المسرح.
عثمان جحى: "الزير سالم" عمل جريء يحافظ على روح النسخة التلفزيونية
في تصريح خاص لموقع "فوشيا"، أوضح عثمان جحى أنه انتهى من كتابة مسرحية بعنوان "الزير سالم"، مستوحاة من السيرة المعروفة، واصفًا العمل بأنه جريء ويحافظ على روح النسخة التلفزيونية التي أُنجزت قبل 25 عامًا.
وأشار جحى إلى أن مدينة أبوظبي ستحتضن البروفات، مؤكّدًا أن المشروع ليس بالشراكة مع رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، لكنه لم يستبعد إمكانية عرضه لاحقًا ضمن موسم الرياض.
سلوم حداد يعود لتجسيد شخصية "الزير سالم"
كشف عثمان جحى أن البطولة ستُسند مجددًا للفنان سلوم حداد الذي جسّد شخصية الزير سالم في العمل التلفزيوني الشهير، مشيرًا إلى أن المسرحية من إنتاج شركة إماراتية، وبشراكة مع المنتج بشار الحايك.
"الزير سالم".. مسلسل ملحمي في ذاكرة الدراما العربية
يُعد مسلسل "الزير سالم – أبو ليلى المهلهل" واحدًا من أبرز الأعمال التاريخية في الدراما السورية والعربية، إذ عُرض لأول مرة في رمضان عام 2000، وهو من تأليف الكاتب الكبير ممدوح عدوان وإخراج الراحل حاتم علي، واستند العمل إلى السيرة الشعبية الشهيرة التي تحكي ملحمة حرب البسوس، مجسّدًا صراعًا قبليًا ملحميًا سبق ظهور الإسلام بقرون.
ضم المسلسل نخبة من نجوم الدراما السورية والعربية، في مقدمتهم سلوم حداد بدور الزير سالم، وفرح بسيسو في دور الجليلة، وعابد فهد في شخصية جساس، ورفيق علي أحمد بدور كليب بن ربيعة، وخالد تاجا في دور الحارث بن عباد، إضافة إلى سمر سامي، جهاد سعد، زهير عبد الكريم، فاديا خطاب، وسامر المصري، مع مشاركة خاصة لعدد من الفنانين مثل بسام كوسا وتيسير السعدي.
وقد صُوِّرت مشاهد العمل في مواقع طبيعية بريف دمشق، منها بحيرة زرزر، ما منح اللوحات البصرية طابعًا ملحميًا مميزًا. وعلى مدار 40 حلقة، قدّم المسلسل معالجة درامية متقنة للأحداث، تميّزت بالعمق الشعري والحوار الفصيح، ما أسهم في ترسيخه كعلامة فارقة في تاريخ الدراما التاريخية.
وحظي المسلسل عند عرضه بأصداء واسعة النطاق، وحقق حضورًا استثنائيًا في ذاكرة المشاهد العربي، إذ اعتُبره كثيرون من أرقى وأقوى إنتاجات الدراما السورية في جيلها الذهبي، وباتت شخصياته وأحداثه مرجعًا بصريًا وثقافيًا للسيرة الشعبية التي تناولها، وحتى اليوم، لا يزال العمل يُعرض على الشاشات ويحظى بمتابعة الأجيال الجديدة، محتفظًا بمكانته كإحدى الملاحم التلفزيونية الخالدة.
