لم تكد أزمة انسحاب المخرج عمرو صلاح من فيلم "الساحل الشرير" تهدأ، حتى داهم فريق العمل خبر صادم أربك الحسابات مجددًا، تمثّل في وفاة المخرج سامح عبد العزيز، الذي كان قد تعاقد مؤخرًا على تولّي مهمة إخراج الفيلم خلفًا لصلاح، في محاولة لإنقاذ المشروع والمضي به نحو التنفيذ.
وفاة عبد العزيز المفاجئة، عن عمر ناهز 49 عامًا، وضعت صناع الفيلم في مأزق حقيقي، خصوصًا وأنهم كانوا قد بدأوا فعليًا في مرحلة التحضيرات، وسط حالة من التفاؤل بانطلاقة قوية للعمل خلال موسم قريب.
لكن هذه الفاجعة أعادت مشروع "الساحل الشرير" إلى المربع الأول، وطرحت علامات استفهام كبيرة حول مصير الفيلم.
يُعد "الساحل الشرير" ثاني أفلام الفنان علي ربيع في عام 2025، بعد فيلمه "الصفا الثانوية بنات" الذي عُرض في موسم عيد الفطر الماضي وحقق نجاحًا جماهيريًا لافتًا.
ويشارك في بطولة الفيلم الجديد نخبة من نجوم الكوميديا، من بينهم ميرنا جميل، أوس أوس، هالة فاخر، إيمان السيد، وسامي مغاوري. العمل من تأليف فادي أبو السعود، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي، وكان من المُخطط أن يُخرجه سامح عبد العزيز.
رغم حداثة انضمامه إلى المشروع، كان سامح عبد العزيز قد بدأ تحضيرات الإخراج بالفعل، واضعًا رؤيته الفنية الأولية للفيلم. ومع وفاته المفاجئة، يجد فريق العمل نفسه أمام تحدٍّ جديد، يتمثل في البحث عن مخرج بديل قادر على استيعاب المشروع سريعًا.
حتى الآن، لم تُعلن الجهة المنتجة عن موقفها النهائي، سواء بتجميد العمل مؤقتًا، أو بالتعاقد مع مخرج آخر لاستكمال ما بدأه عبد العزيز.
غياب المخرج سامح عبد العزيز لم يكن صادمًا لأصدقائه وجمهوره فقط، بل أيضًا للأعمال التي لم يمهله القدر لاستكمالها. فقد غادر الحياة فجأة إثر أزمة صحية داهمته مؤخرًا، استدعت نقله إلى المستشفى، قبل أن يرحل تاركًا وراءه رصيدًا فنيًا مهمًا.
وُلد عبد العزيز في القاهرة العام 1976، وتخرّج في قسم المونتاج بالمعهد العالي للسينما عام 1996. بدأ مشواره كمخرج برامج في التلفزيون المصري، ثم انتقل للعمل في قناتي "دريم" و"روتانا"، حيث أخرج عددًا من البرامج الشهيرة أبرزها "جانا الهوا" و"الهوا هوانا" بالتعاون مع الإعلامية هالة سرحان.
في مطلع الألفينات، اتجه سامح عبد العزيز إلى إخراج الأغاني المصوّرة، وهي المرحلة التي مهدت له طريق الدخول إلى عالم السينما، ليقدّم أول أفلامه "درس خصوصي" عام 2005، من بطولة محمد عطية.
ومنذ ذلك الحين، توالت أعماله السينمائية والتلفزيونية، مقدّمًا بصمات واضحة في أفلام لاقت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، ومُثبتًا مكانته كمخرج يتمتع بحس فني عالٍ وقدرة على المزج بين الكوميديا والدراما.