في 7 أغسطس/آب 2025، غيّب الموت رائد الفضاء الأسطوري جيم لوفيل عن عمر ناهز 97 عامًا، تاركًا إرثًا من الشجاعة والقيادة في أكثر مهام الفضاء خطورة. وبمناسبة رحيله، نسلّط الضوء على كواليس وأسرار فيلم "أبولو 13"، الذي قدّم فيه توم هانكس شخصية لوفيل في إعادة درامية لواحدة من أعقد المهمات الفضائية في تاريخ ناسا.
العبارة الخالدة "هيوستن، لدينا مشكلة" التي اشتهر بها الفيلم، لم تُنطق حرفيًا في الواقع. في المهمة الحقيقية، كان رائد الفضاء جون سويجرت أول من أبلغ مركز التحكم بجملة قريبة المعنى، قبل أن يكررها لوفيل لاحقًا. ورغم ذلك، ترسخت الصيغة السينمائية في الذاكرة الجماعية وأصبحت رمزًا لأي أزمة طارئة.
في 13 أبريل 1970، وبينما كانت أبولو 13 تبعد نحو 100 ألف ميل عن الأرض، تسبب تماس كهربائي في انفجار مروحة تحريك الأكسجين بوحدة الخدمة، ما أدى إلى فشل متسلسل في أنظمة المركبة وتسرب الأكسجين إلى الفضاء.
ومع تضاؤل فرص النجاة، برزت شجاعة الطاقم وبراعة فريق التحكم الأرضي في إعادة المركبة وطاقمها سالمين.
استند الفيلم إلى كتاب "Lost Moon" الذي كتبه لوفيل مع الصحفي جيفري كلوغر عام 1994. وحرص المخرج رون هوارد على أعلى درجات الدقة، فبنى نماذج مطابقة للمركبة، واستعان بمذيع الأخبار الشهير والتر كرونكايت لإعادة تسجيل البيانات الصوتية الرسمية للمهمة.
خضع توم هانكس وزملاؤه لتدريبات مكثفة في معسكر الفضاء بألاباما، كما أمضوا 13 يومًا على متن طائرة "Vomit Comet" المعدلة من ناسا لتصوير مشاهد انعدام الجاذبية بشكل واقعي.
توم هانكس وصف لوفيل بأنه "شخص سهل المعشر"، فيما بذلت الممثلة كاثلين كوينلان جهدًا خاصًا في التواصل مع زوجات رواد الفضاء لتجسيد دور زوجة لوفيل بدقة إنسانية مؤثرة.
اعترضت إحدى المراسلات التي عرفت جاك سويجرت على تصويره في الفيلم كشخص متعجرف، مؤكدة أنه كان خجولًا وذا أخلاق رفيعة، وأن الصورة السينمائية لم تعكس شخصيته الحقيقية.
وحصد فيلم "أبولو 13" عام 1996 ترشيحات لثماني جوائز أوسكار، وفاز بجائزتي أفضل مونتاج وأفضل صوت، كما تم تسمية كويكب باسم توم هانكس تكريمًا لدوره.