لم يعد البوتوكس مجرّد إجراء تجميلي يرتبط بإخفاء التجاعيد أو ملامح التقدّم في العمر، بل أصبح واحدًا من أكثر العلاجات انتشارًا في عيادات التجميل حول العالم. غير أنّ سهولة تداوله لا تعني بالضرورة غياب المخاطر.
ولذلك أجرينا حديثًا مع الدكتور حسين ياسين، اختصاصي الأمراض الجلدية والتجميل، الذي أوضح أنّ مادة البوتوكس تُستخلص من بكتيريا كلوستريديوم بوتولينيوم، وتعمل على إرخاء العضلات أو شلّها بشكل مؤقت.
وأشار ياسين في حديثه لـ"فوشيا" إلى أنّه على الرغم من شيوع استخدام البوتوكس في المجال التجميلي، إلا أنّ الخطأ في حقن المنطقة المستهدفة أو تجاوز الجرعات الموصى بها قد يؤدي إلى مشاكل صحية متفاوتة الخطورة.
أوضح الدكتور حسين ياسين أنّ مادة البوتوكس تأتي على هيئة مسحوق يُذاب قبل الحقن، ليعمل بعدها على إرخاء العضلة أو شلّها تبعًا لعدد الوحدات المحقونة.
وأضاف أنّ النتائج تبدأ بالظهور عادةً خلال ثلاثة إلى خمسة أيام، فيما يصل المريض إلى النتيجة النهائية في غضون أسبوعين تقريبًا. وتستمر فعالية البوتوكس في المنطقة المحقونة من أربعة إلى ستة أشهر، قبل أن يتلاشى تأثيره تدريجيًا.
أكد الدكتور حسين ياسين أنّ أكثر الأخطاء التجميلية شيوعًا تظهر غالبًا في المنطقة المستهدفة بالحقن، ما قد يترك آثارًا جانبية مزعجة. وأوضح أنّه في حال تم الحقن بالقرب من العين، قد يحدث تدلٍّ في الجفن، أما إذا كانت المنطقة قريبة من الفم فقد يلاحظ المريض ميلانًا في حركته. كما أشار إلى أنّ ضعف أو ارتخاء العضلات المحيطة بالعين يزيد من احتمال انتقال البوتوكس إلى الجفن والتسبب في شلله المؤقت.
ولفت إلى أنّه في بعض الحالات النادرة، قد ينتقل البوتوكس عبر الدم إذا حُقن داخل أحد الشرايين عن طريق الخطأ، فيصل إلى مجرى الدم مسببًا شللاً في مناطق مختلفة من الجسم، وهو ما يستدعي التدخل الطبي العاجل والدخول إلى المستشفى لتلقي الأمصال والأدوية المرخية للعضلات.
أكد الدكتور حسين ياسين أنّ التعامل مع هذه المضاعفات ممكن، مشيرًا إلى أنّه في حال حدوث تدلٍّ في الجفن نتيجة الحقن، يمكن استخدام قطرات خاصة بالعين مثل "أبراكولونيدين" للمساعدة على رفع الجفن، غير أنّ عودة الوضع الطبيعي قد تستغرق نحو شهرين.
ومع ذلك، تبقى هذه الآثار مؤقتة وتزول تدريجيًا مع انتهاء مفعول البوتوكس بعد عدة أشهر.
اختتم الدكتور حسين ياسين حديثه بالتشديد على أهمية اللجوء إلى الأطباء المتخصصين عند الرغبة في حقن البوتوكس، مؤكدًا أنّ هذه المادة تُعدّ آمنة وفعّالة متى استُخدمت وفق الأصول الطبية الصحيحة.
أما سوء الاستخدام أو اللجوء إلى الحقن العشوائي فقد يقود إلى نتائج غير مرغوبة ومضاعفات مزعجة. أنهى الدكتور ياسين كلامه قائلاً: أنصح دائمًا بأن يُجرى الحقن على أيدي خبراء متخصصين لضمان نتائج طبيعية وآمنة وتفادي أي مضاعفات محتملة.