على الرغم من أن صبغ الشعر يُعد من العادات الجمالية الشائعة التي تُقبل عليها ملايين النساء حول العالم، إلا أن المفاجأة غير السارة تكمن في أن هذه الصبغات قد تُلحق ضررًا كبيرًا ببنية الشعر؛ ما يجعله هشًا وأكثر عرضة للتكسر.
ولا تقف الأضرار عند حدود الشعر فحسب، بل تمتد لتشمل مخاطر صحية متعددة، تبدأ من تهيج الجلد وردود الفعل التحسسية، وقد تصل في بعض الحالات إلى احتمالية الإصابة بالسرطان، بحسب ما أشارت إليه بعض الدراسات العلمية.
ففي جوهرها، تُعد صبغات الشعر مستحضرات موضعية تُستخدم لتغيير لون الشعر بشكل مؤقت أو شبه دائم أو دائم. ويحتوي العديد منها على مئات أو حتى آلاف المواد الكيميائية التي قد تكون سامة، وتمتصها البشرة أو تدخل الجسم عن طريق استنشاق الأبخرة المنبعثة منها؛ ما يُعرّض المستخدم لمشاكل صحية محتملة.
وتُعتبر الصبغات المؤقتة هي الخيار الأكثر أمانًا؛ لأنها تقتصر على تغليف سطح الشعر من دون اختراق الجذوع أو الجذور، كما أنها تحتوي على نسبة أقل من المواد الكيميائية الضارة مقارنة بالصبغات الدائمة أو شبه الدائمة.
للتوضيح، تعتمد معظم صبغات الشعر الدائمة على تركيبة كيميائية تحتوي على مزيج من الأمونيا وبيروكسيد الهيدروجين ومادة بارا-فينيلين ديامين (PPD). تقوم الأمونيا بفتح طبقات البروتين في الشعر؛ ما يسمح للصبغة بالتغلغل والوصول إلى الجذوع. أما بيروكسيد الهيدروجين، فيعمل على إزالة اللون الطبيعي للشعر، لتتدخل بعدها مادة PPD التي تلتصق بالشعرة وتمنحها اللون الجديد المطلوب.
وفقًا لموقع Medicalnewstoday، قد تؤدي صبغات الشعر إلى العديد من الأضرار على المدى الطويل، بما في ذلك:
تؤثر صبغات الشعر بشكل ملحوظ على فروة الرأس، خاصة بسبب المواد الكيميائية القوية التي تحتوي عليها، وعلى رأسها المحسسات مثل بارا-فينيلين ديامين (PPD)، التي تُعد من أكثر مسببات الحساسية الشائعة.
لذا، فالتعرض المُتكرر لفروة الرأس للمواد الكيميائية المُستخدمة في صبغات الشعر قد يُسبب العديد من المشاكل، إذ يمكن لهذه المواد الكيميائية أن تُزيل الدهون والزيوت الواقية من فروة رأسك؛ ما يجعلها عُرضة للتلف الناتج عن البيئة، ومنتجات التصفيف، وغيرها من المُهيجات.
وتتضمن أبرز الأعراض التي تؤكد تأثير الصبغات على فروة الرأس:
لا توجد أدلة علمية قوية تشير إلى أن صبغات الشعر تؤثر بشكل مباشر على الخصوبة أو الحمل، وفقًا للكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء. ولكن من المهم الإشارة إلى أن الدراسات المتعلقة بتأثير صبغات الشعر على الحمل محدودة، حيث أن الحوامل لا يُدرجون عادة في التجارب السريرية لأسباب أخلاقية.
ومع ذلك، لا تُظهر الدراسات على الحيوانات ارتباطًا واضحًا بين صبغات الشعر وزيادة خطر الإصابة بعيوب خلقية خطيرة، حسب ما ذكر الدكتور روبرت رومان، أستاذ أمراض النساء في جامعة كاليفورنيا.
ولكن، هناك بعض المواد الكيميائية في منتجات العناية بالشعر، المعروفة باسم المواد الكيميائية المعطلة للغدد الصماء (EDCs)، التي قد تتداخل مع وظائف الجهاز التناسلي، الدماغ، والتمثيل الغذائي؛ ما قد يزيد من احتمالية حدوث مشاكل صحية مثل العقم ومشاكل الحمل، بالإضافة إلى خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
لذلك، يُنصح بتجنب المنتجات التي تحتوي على مواد قد تؤثر على الغدد الصماء مثل الفثالات، البارابين، والتريكلوسان أثناء الحمل، واختيار منتجات خالية من العطور حيث قد تكون أكثر أمانًا، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية أو بشرة حساسة.
قدم موقع EWG عدة نصائح للوقاية من أضرار صبغات الشعر عند استخدامها، وتشمل:
1- قراءة ملصقات المكونات
تجنب المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل بارا-فينيلين ديامين، إم-أمينوفينول، و إيميدازوليدينيل يوريا، بالإضافة إلى DMDM هيدانتوين التي قد تُطلق الفورمالديهايد.
2- حماية نفسك
يمكن للقفازات أن تقلل من امتصاص المواد الكيميائية عبر الجلد. للحصول على حماية أفضل، يُفضل استخدام قفازات مقاومة للمواد الكيميائية. كما يمكن للأقنعة الواقية أو استخدام الصبغة في أماكن جيدة التهوية أن تقلل من تهيج الجهاز التنفسي الناتج عن الفورمالديهايد.
3- إجراء اختبار الحساسية
يفضل اختبار الصبغة على منطقة صغيرة من جلدك، مثل ذراعك، لمعرفة ما إذا كانت تُسبب رد فعل تحسسي أو تهيجًا قبل وضعها على شعرك.
4- غسل فروة الرأس بعد الاستخدام
يساعد غسل فروة الرأس جيدًا بعد الاستخدام في التخلص من أي آثار للصّبغة؛ ما يقلل من فرص التهيج أو الحساسية.
5- تجنبي الإفراط في الاستخدام
بعد صبغ الشعر أو فرده أو تمويجه، يفضل الانتظار 14 يومًا على الأقل قبل استخدام أي منتجات صبغ أخرى.
6- اختيار صبغات الشعر الآمنة
يُعتبر استخدام صبغات الشعر النباتية البديل الأكثر أمانًا للصّبغات الكيميائية؛ لأنها تعتمد على مكونات طبيعية مثل الحناء، السنا، والكاكاو. رغم أنها قد لا تُحدث تغييرات جذرية في اللون، فإنها تُعد خيارًا أقل ضررًا.