فيديو

26 يناير 2020

هوغو بوس.. السر والفضيحة اللذان تخفيهما العلامة عن زبائنها!

إذا كنت من محبي ملابس وعطور العلامة الشهيرة "هوغو بوس"، فعليك أن تعرف السر التاريخي، الذي تخفيه الشركة، ويسبب لها الكثير من الإحراج في كل مرة تفتح فيها دفاتر التاريخ، إنه شبح هتلر والنازية وتعذيب العمال، والكثير من ظلال الحروب التي تطاردها حتى اللحظة، وتجبرها على تقديم الاعتذارات والتعويضات بملايين الدولارات.

المصمم النازي سيئ السمعة


بدأ الشاب الألماني، هوغو فيرديناند بوس، عمله كخياط بسيط، في متجر والديه للملابس الداخلية والقماش ببلدة ميتزينجن، قبل أن يقرر افتتاح محله الخاص، وعمره 33 عامًا.

بدأ المحل الصغير في التوسع، وتحول بسرعة إلى شركة وظفت أكثر من 30 عاملاً، وأصبحت مختصة بتصنيع السترات الواقية من الرصاص والمعاطف والملابس الرياضية.

لكن هذا النجاح لم يدم طويلاً، حيث تعرضت شركته للإفلاس؛ بسبب تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية، لكن الشاب الطموح بوس لم يستسلم، وبدأ من جديد نشاطه عام 1931، وبستّ ماكينات خياطة فقط، لقد قرر بوس أن يتحالف مع الشيطان لينجح هذه المرة.

انضم بوس إلى النازيين، وحصل على عضوية الحزب، وأصبح واحدًا من الأصدقاء المقربين إلى أدولف هتلر. وبعد أشهر من الانضمام تقدم بوس بعرض للحزب النازي لتصنيع وتصميم الزي الرسمي للحزب وقواته الخاصة، وبسبب حنكته وخبرته التجارية حصل بوس على عقود ضخمة لإنتاج الزي الأسود للقوّات النازية، ثم حركة "هتلر يوث"، ثم القمصان البنية التي يرتديها الجناح شبه العسكري للحزب النازي. ثم الملابس الرسمية لـ "الفيرماخت" (الجيش الألماني)، خلال الحرب العالمية الثانية.

وبفضل هذه العقود الحكومية؛ ارتفعت مبيعات وأرباح الشركة أكثر من أي وقت مضى، وبدأ نشاطها التجاري يزدهر.

بعد الحرب، برر بوس فعلته، التي وصفها البعض بـ "الشنيعة"، بأنها كانت فرصته الوحيدة لإنقاذ شركته.

ملابس الشر


مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، ارتفع الطلب على منتجات شركة بوس، وواجهت الشركة مشكلة تعيين موظفين جدد، بسبب تجنيد العمال في الجيش؛ لذلك تمت الاستعانة بعمال السخرة من البلدان المحتلة.

واستخدمت الشركة نحو 140 شخصًا من معسكرات الاعتقال؛ للعمل في مصانعها، إلى جانب 40 أسير حرب فرنسيًا.

يقول أحد العمال السابقين في مصنع هوغو بوس، جان كونداك، الذي أجبر على العمل في المصنع من 1942 إلى 1945: "إن الظروف في مصانع هوغو بوس كانت مروعة، كان هناك قمل وبراغيث، والطعام كان سيئًا وعندما تقصف الغارات الجوية، لم يسمح للعمال بدخول ملاجئ الغارات، وكان عليهم البقاء في المصنع".

وتقول إلزبيتا كوبالا – بيم، التي نُقلت قسرًا من مسقط رأسها في بولندا، وتم تجنيدها لخياطة الزيِّ الرسمي للجيش: إن ظروف العمل بالنسبة للنساء كانت سيئة للغاية، وحرمنا العناية والمرافق الطبية.

محاكمة.. ووفاة.. وماركة خالدة


بعد نهاية الحرب، تمت محاكمة بوس بصفته مجرمًا، وأدين بأنه ناشط ومؤيد للنازية، وتم تجريده من حقوقه المدنية، ومنع من إدارة أعماله الخاصة، كما تم إجباره على دفع غرامة مالية ثقيلة، ليتوفى بعدها بعامين.

يقول مات مكناب، في كتابه "التاريخ السري للعلامات التجارية": سميت شركة هوغو بوس باسم شخصية يلاحقها العار، من خلال التهم الموجهة إليه، باستخدام عمال أسرى، وتقديم بوس نفسه فروض الولاء والطاعة للحزب النازي، إلا أن أسوأ ملامح تاريخ بوس - بحسب كتاب ماكناب - تتمثل في استخدامه عمالاً بالسخرة - وهم 140 عاملاً بولنديًا، يعملون بالسخرة، و40 أسير حرب فرنسيًا.

لم تمت العلامة التجارية عندما مات مؤسسها؛ فبعد وفاة هوغو بوس، تولّى صهره يوجين هولي العمل، كان الإنتاج الرئيس للشركة بعد الحرب العالمية الثانية، من الملابس الموحدة للعمال، كعمال السكك الحديدية والبريد. وفي عام 1950، تلقت الشركة أول طلب لصناعة بدلات الرجال، لتبدأ معها مرحلة جديدة في تاريخ الشركة التي تحولت إلى علامة تجارية فاخرة، وواحدة من الشركات الرائدة في العالم. يعمل فيها ما يقرب من 15 ألف موظف من جميع أنحاء العالم، وتقدر قيمتها السوقية بمليارات الدولارات.

وتمتلك الشركة، الآن، علامتين تجاريتين أساسيتين، وتوفر كلتا العلامتين أنواعًا مختلفة من الملابس، من فساتين وملابس أنيقة، إلى ملابس عادية غير رسمية وعطور وإكسسوارات.

اعتذارات.. وتعويضات


في عام 2011، تقدمت الشركة باعتذار، عقب نشر كتاب يكشف تفاصيل جديدة عن ماضيها النازي.

وأعربت عن أسفها العميق للعمال الذين عانوا ظروف ومشقة الأوضاع في المصنع خلال الحرب، كما تعتزم الشركة تقديم تعويضات إلى أهالي العمال.