فيديو

23 ديسمبر 2019

محمد شحرور: المرأة ليست ناقصة عقل ودين.. ولا أحد يريحه التعامل مع ملثم

توفي مساء السبت، الباحث والمفكر السوري محمد شحرور، الذي عرف بقراءته المعاصرة للقرآن الكريم، وتفسيراته المغايرة لرجال الدين والشريعة.

شحرور من مواليد عام 1938، وهو أحد أساتذة الهندسة المدنية بجامعة دمشق، ألف كتاب "الكتاب والقرآن" الذي فسّر به القرآن تفسيرا جديدا، أثار غضب كثيرين.

بدأ دراسة التنزيل الحكيم وهو في أيرلندا بعد عام 1967، واستمر للدراسة حتى عام 1990، إذ أصدر نحو 13 كتابا في مسيرته المهنية.

قدم شحرور تفسيرا للقرآن بالاعتماد على التحليل الرياضي والعملي للآيات، وانتقد المفكر السوري معاملة المرأة على أنها "ناقصة عقل ودين"، كما أثبت أنها مساوية للر جل في الثواب والعقاب.

واعتبر المفكر السوري أن الزواج ميثاق، وأن فكه يكون بيد الطرفين، وليس أحدهما فقط.

وقال شحرور إن بقاء المرأة المطلقة في البيت أمر تلقائي بحسب النص القرآني، وحدد المطلوب من اللباس أن يمنع الأذى الاجتماعي والطبيعي كالطقس مثلا.

اقترح منع النقاب في العالم لأن الوجه هوية، فلا أحد يريحه التعامل مع إنسان ملثم، بحسب رأيه.

وأثبت شحرور أيضا أن الحالة الأكثر شيوعا في الإرث هي التساوي بين الذكر والأنثى، فسرها بطريقة رياضية.

أثارت آراؤه وكتبه ردود فعل مختلفة، فالبعض وجه اليه انتقادات بمؤلفات، منها الحداثون العرب في العقود الثلاثة الأخيرة والقرآن الكريم للجيلاني مفتاح، والقراءة المعاصرة للقرآن في الميزان لأحمد عمران، وبيضة الديك ليوسف الصيداوي، والقرآن وأوهام القراءة المعاصرة لجواد عفانة، وكتب أخرى كذلك.

كما وجهت لشحرور عدة اتهامات باعتناق الماركسية، وهوجمت أفكاره وآراؤه بشكل واضح من قبل مفكرين ورجال دين.

آخر منشورات شحرور عبر صفحته في فيسبوك كان:

قال تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت 33) فالإسلام هو الإيمان بالله والعمل الصالح، مهما اختلفت التسميات فالإله واحد، فكونك تدعو الله وتشكره وتحمده وتلتزم بالعمل الصالح فأنت مسلم سواء عرفت ذلك أم لم تعرف، فإن كنت من أمة محمد (ص) فالأولى بك أن تقتدي بأخلاقه قبل أي شيء آخر، ومن ثم عليك أن تتمنى الخير لكل الناس على اختلاف مللهم وطوائفهم ومذاهبهم، وتقبلهم على ما هم عليه حتى لو كنت غير مقتنع بعقائدهم، فهم إخوتك في الإنسانية.
والله تعالى وضع لنا نهج التعامل مع الناس، وإذا كان الشرك بالله ذنب لا يغتفر، فنهج التعامل مع المشركين تلخصه الآية: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} (التوبة 6) علماً أن الآية من القصص المحمدي، و "المشركين" هنا هم الفئة المعادية للرسول والذين آمنوا، فما بالكم بمن هم مؤمنون بالله لكن يختلفون معكم بالشعائر؟، كذلك فإن قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} (النساء 94) يضعنا في صورة الأخلاق التي أراد لنا الله أن نكون عليها.
ومجتمعاتنا تحتاج لنشر التآخي الحقيقي، فلنكف عن تقييم الآخرين، وتكفير هذا وذاك، بل لنبادر بالتهنئة بالأعياد، دينية أو اجتماعية، ولنترك الفصل بين المؤمنين والكافرين لله تعالى، فهذا ليس من شأننا.

توفي محمد الشحرور في أبوظبي بتاريخ 21 ديسمبر 2019، عن عمر يناهز 81 عاما، على أن ينقل جثمانه إلى سوريا ليدفن هناك.