تربية الطفل

26 سبتمبر 2022

كيف تربين طفلك على حب القراءة؟

بينما يميل معظم الأطفال إلى الإنصات للقصص والروايات في صغرهم، فما يمكن لأي أم أن تعرفه هو أن القراءة شيء رائع ومهم بالنسبة لنمو، وتعلم ومستقبل أطفالها فيما بعد.
ورغم الوقت الذي تخصصه الحضانات، المدارس وحتى الأمهات لتعويد الأطفال على حب القراءة، لكن ذلك ليس ضمانا على ارتباط الطفل بعادة القراءة، بل إنك ربما تلاحظين أنك في حال حث طفلك على قراءة كتاب، فقد ينشب بينكما صراع وتتولد لدى الطفل حالة سلبية تجاه الكتب، وهو الخطأ الذي يجب أن تتفاداه الأم بشتى السبل الممكنة.
ولحسن الحظ أن هناك كثيرا من الإستراتيجيات التي يمكن للأبوين اتباعها لمساعدة أطفالهما على الاستمتاع حقا بالقراءة بدلا من الخوف منها والابتعاد عنها.
وعلقت على ذلك دانا ريزبورد، وهي أستاذ دكتور في كلية الخدمات الإنسانية بجامعة ويدنر في بنسلفانيا، بقولها: "إن الآباء والأمهات الذين يسهلون تجارب قراءة الكتب بشكل ايجابي على أطفالهم يمهدون بذلك لتعزيز ارتباط الأطفال بالكتب وحب القراءة والتعلم".
لم تعتبر القراءة مهمة لطفلك؟




تضع القراءة الأساس بعدة طرق لبعض المهارات الحياتية التي يحتاجها الطفل خلال مراحل نموه المتعاقبة؛ إذ تعتبر جزءا لا يتجزأ من الدراسة والتعليم الأكاديمي، وتشكل عاملا مهما لزيادة الوعي بالعالم من حولنا، بالإضافة لدورها في تحسين الصحة العقلية.
ومن أبرز أوجه الاستفادة التي يمكن أن تعود على الطفل من القراءة ما يأتي:
- الأداء الأكاديمي
القراءة لطفلك تنمي لديه مهارة تعلم الحروف، معرفة الكلمات والترتيب الأبجدي، كما أنها أساس النجاح في كثير من الأمور الأخرى؛ لأن باقي المجالات والمواضيع الأكاديمية يتم تعلمها من خلال القراءة.
وثبت بالفعل أن الأطفال الذين يكون لديهم نهم وشغف كبيرين بالقراءة، يكونون أفضل من غيرهم على صعيد الأداء والإنجازات الأكاديمية.
- الاتصال بالمجتمع
بخلاف محو الأمية، وتعليم الأطفال الحروف وترتيبها الأبجدي وما إلى ذلك، أثبتت بعض الدراسات أن من ضمن فوائد القراءة هي أنها تعزز الذكاء العاطفي وتطيل العمر.
كما تتيح القراءة الاتصال، والوصول للمعلومة والإلهام. كذلك تعمل في الوقت نفسه على تحسين مجموعة من المهارات التنموية، والأكاديمية، والاجتماعية، والعاطفية والمعرفية.
- تعزيز الصحة العقلية
تساعد القراءة على تعزيز الشعور بالهدوء والسعادة، وتبين من خلال الدراسات أن القراءة تخفض ضغط الدم، وتبني المواد الكيميائية العصبية المرتبطة بالمتعة وتساعد على إبطاء معدل ضربات القلب، فضلا عن دورها في تعزيز العلاقة العاطفية بين الأم وطفلها.
كيف تربين طفلك على حب القراءة؟




قالت هيثر مانسبيرغر، أخصائية في مجال القراءة بالولايات المتحدة، إن هناك 3 أساسيات تساعد الطفل على الارتباط بعالم القراءة، هي: الفضول، والوقت والقدوة. ونستعرض معك فيما يأتي بعض النصائح التي تفيدك في رحلتك لتشجيع طفلك على القراءة:
- القراءة للطفل بصوت مرتفع
حال قمت بالقراءة لطفلك بصوت مرتفع، فسيساعدك ذلك على تحويل ذلك النشاط إلى نشاط اجتماعي، شريطة أن تكون طريقتك مرحة، تفاعلية ومليئة بالأسئلة والأجوبة، حيث ستتمكنين بعد فترة من الوقت من تحويل القراءة إلى عادة يتبعها الأطفال بشكل طبيعي.
- التحدث أمام الطفل عن الكتب
عند القراءة بصوت مرتفع للأطفال، ينصح بالنظر إلى الصور التوضيحية في الكتب والروايات، ومن ثم التحدث عنها أمام الطفل، لأن الصور تحسن فهمه وتعزز من تفاعله.
- تحويل القراءة إلى عادة ثابتة
كثرة القراءة أمام الطفل تساعد على تحويلها إلى عادة ثابتة في روتينه اليومي، وينصح بتخصيص من 10 إلى 15 دقيقة من أجل القراءة لطفلك بصورة يومية وقت النوم.
- بناء شغف واهتمام لدى الطفل
عليك هنا اختيار نوعية الكتب التي تعكس اهتمامات طفلك، لأن ذلك يساعدك على زيادة تفاعله مع المحتوى، ولا مانع أيضا من منحه الفرصة ليختار هو نوعية الكتب التي يفضلها.
- التحقق من سبب رفض الطفل للقراءة
يجب التدقيق في السبب الذي قد يكون وراء رفض طفلك للقراءة وعدم تعلقه بها، لأن الأمر قد يكون مرتبطا بمشكلة لديه في التعلم، دون أن تدري، ولهذا فالأفضل أن تتابعي معه، ولا تقلقي، لأن ذلك وضع طبيعي، ويمكنك التعامل معه وفق النصائح السابقة بلا مشاكل.
- الحرص على أن تكون الأم قدوة أمام طفلها بخصوص القراءة
من المهم أن يرى الطفل والديه مهتمين بعالم القراءة، وأن يلحظ بنفسه مدى تعلق والديه بفكرة القراءة، ولهذا ينصح بتخصيص وقت معين خلال اليوم للقراءة رفقة الطفل، ومع الوقت طالما لاحظ ارتباطك بالقراءة، فسيرتبط بها هو الآخر بصورة تدريجية.
- الانخراط في الأنشطة الأدبية
لو حرصت على تحويل أنشطة القراءة إلى أنشطة ممتعة ومثيرة للاهتمام بالنسبة لطفلك، فسيتكون لديه مع مرور الوقت مشاعر إيجابية تجاه القراءة مع دخوله المدرسة.