تربية الطفل

6 فبراير 2022

علمي طفلك كيف يتوقف عن الأنين بتلك الطريقة

ربما واحدة من أكثر الأمور التي تثير ضيق وانزعاج الأمهات الآن هو سماع أطفالهن الصغار وهم يئنون أو ينحبون حال رغبتهم في التحدث إليهن أو حال طلبهم أشياء يرغبونها.

ولعل كثيرا من الأمهات يتذكرن كيف كان يتعامل معهن ذووهن وهن صغار، في حال بكائهن أو أنينهن، حال كنّ يرغبن في الحصول على شيء ما، حيث كان يرد عليهن الأب بجملة حاسمة مفادها "يمكنني إجراء أي محادثة معك طالما أنك لا تئنين"، وهي الجملة التي لا تزال عالقة بأذهان الأمهات، ويردن التعامل بها مع أطفالهن وتعويدهم عليها.

لكن قبل الاستفاضة في شرح آلية التعامل مع أنين الطفل، يجب معرفة، ما نشر بهذا الصدد من قبل في صحيفة النيويورك تايمز، وهو أن سلوك الأنين أو النحيب هو سلوك عالمي من جانب الأطفال، حيث إنه منتشر في مختلف الثقافات حول العالم، وهو من الآليات التي ربما يعتمد عليها الطفل بهدف جذب انتباه والديه بصورة سريعة.

لكن ما تكشفه الدراسات في الوقت ذاته أيضا هو أنه ومع تعدد الخيارات الكلامية أو الصوتية التي يمكن للطفل اعتمادها، فإنه يلجأ للأنين، والحقيقة أن هذا الخيار (الأنين) هو الخيار الأكثر إزعاجا بالنسبة للأبوين، حيث يؤثر عليهما وعلى تركيزهما بشكل كبير.

وأظهرت إحدى الدراسات التي نشرتها الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن المشاركين الذين شاركوا بالدراسة وأُجبِرُوا على الاستماع لأنين الأطفال، اقترفوا أخطاءً أكثر وكانوا أقل على صعيد الإنتاجية، وكشف هؤلاء المشاركون أنهم وجدوا أن ذلك الأنين كان أكثر تشتيتا للانتباه من صوت بكاء الرضيع العادي، وهو ما يوضح مدى تأثير ذلك الأنين.

وهنا، ربما يتبادر السؤال الأهم وهو "ما هي أهدأ الطرق التي يمكن للأم اتباعها كي توقف ذلك الأنين بمجرد أن يبدأ؟" – وهو ما رد عليه خبراء بقولهم إن أول خطوة يجب على الأم القيام بها هو التزام الهدوء وأخذ نفس عميق لتتمكن من المواجهة بأريحية.

وقالت هنا دكتور أليزا بريسمان، عالمة النفس التنموية، إن أول خطوة ينصح بها هي أخذ نفس عميق ثم النظر بمستوى العين إلى الطفل وإخباره (حقيقي أود أن أفهم ما تريد قوله، لكن يصعب عليّ ذلك وأنت تئن، هل يمكنك قول ذلك مرة أخرى بصوتك الحقيقي؟)".

وتابعت دكتور أليزا بقولها إن ما يجعل تلك الطريقة فعالة ومجدية هو أنها تنقل للطفل الشعور بأن والدته متفهمة انزعاجه وحاجته لاهتمامها وإنصاتها له، وأن كل ما في الأمر هو أن الأم تريد منه سماع شكواه أو حاجته بنبرة صوته الطبيعية، كي تفهمه، وتحقق له ما يريد، وقد اتضح من التجارب مدى فعالية تلك الطريقة من الناحية العملية.