تربية الطفل

3 أبريل 2020

في فترة الحجر.. تجنبوا الانتقاد واستمعوا لأطفالكم

"عليكم عدم إعطاء أي نصيحة لأي فرد من أفراد أسرتكم أو توجيه النقد لهم، أثناء فترة الحجر المنزلي، وخاصة الأطفال". هذا هو النداء الذي قام بتوجيهه الاختصاصيون النفسيون للأهل في هذه الفترة. وإذا كان من المهم، دوما، أن نكون حريصين دائما في كيفية توجيه النقد لأطفالنا، فإن الأمر يكتسب أهمية خاصة في هذه الفترة بالذات.

الجميع محاصرون



جميع أفراد الأسرة الآن محاصرون في البيت. وقلة من العائلات لا تعاني من التوتر. ورغم أن الجميع يحبون بعضهم، إلا أن الغضب أصبح كثيرا داخل الأسرة لدرجة أن لا أحد يرى أثره على الآخرين. إن جوهر سوء المعاملة هو غياب الوعي، والغضب يمحو الوعي.

واجب الأهل

لمعرفة مدى تأثير الغضب على الأولاد على الأب والأم أن يسألوا أبناءهم، كل على حدة، عن حالته عندما يتعرض لغضبهم، ثم التفكير بالأسئلة التالية "كيف ترى نفسك عندما تكون غاضبا؟" لماذا تريد من أولادك أن يروك في هذه الحالة؟ الغضب مزعج وأنت لست استثناء.

من هو الطرف الراشد؟

التوتر قد يؤدي إلى تشنج عضلي يتسبب بألم شديد، وهو ما يجعل الأهل ينفسون عن توترهم بالانفجار غضبا في أولادهم خصوصا الأطفال. هنا على الأهل أن يتوقفوا قليلا ليسألوا أنفسهم: من هو الطرف الراشد والبالغ والعاقل؟ وأن يفكروا أيضا بمشاعر الطفل وهو يرى نفسه موضع غضب الأهل لأمر لا ذنب له فيه؟

الوعي

من المهم أيضا في هذه الفترة التوقف عن الانتقاد أو إعطاء أي نصيحة ما لم تُطلب منهم. فالأهل حين يعطون النصائح دون طلب من الأولاد فإن ذلك أنك تقول لهم، ودون قصد، أنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية. على الأهل أن يتوقفوا ويسألوا أنفسهم كيف أشعر حين ينتقدني أحد؟ هل أشعر بالمتعة حين أتعرض للنقد؟ كيف سيكون رد فعلك؟ تبعا للإجابة على هذه الأسئلة كيف تتوقع منهم أن يتفاعلوا؟

الأسرة مصدر الأمان

الأسرة هي واحدة من أكبر العوامل في نشر الأمان والقلق، أحد أهم العوامل في نجاح من تجاوزوا المحن هو أنهم تعلموا التعاون مع الآخرين. في الظروف الصعبة تصبح الحاجة إلى اتصال بشري عميقة، وهذا الاتصال من المحفزات التي تجعلنا أقوى. وعادة ما يكون المكان الأكثر أمنا هو المنزل، وافتقاد الأمان في المنزل هو الأكثر خطورة.

الشفاء يبدأ في المنزل



إذا كنتم تعتقدون أن بيئة الأسرة ليست مشكلة، فإن عليكم الاستماع لأجوبة الأسئلة المذكورة أعلاه. دون أن تحبطوا من الإجابات، فهذه المشكلات عالمية في مثل هذه الظروف، لكن ما يبعث على الطمأنينة أنه مع زيادة الوعي، وحين نبدأ التغيير في تصرفاتنا يمكن أن تتحسن بيئة الأسرة بسرعة، وستدهشون لعمق التغييرات التي سوف تنعكس على العائلة بأكملها.