تربية الطفل

18 مايو 2019

كيف تُعلمين صغاركِ حب الخير والتطوع في رمضان؟

يعد شهر رمضان المبارك من أفضل الفرص عند الآباء والأمهات لغرس بعض القيم والأخلاق الحسنة عند أطفالهم، والتي بدورها أيضا تساهم في بناء شخصية مستقلة واثقة من نفسها عندهم، ومن أهم الأعمال التي من المحبب تعليمها للأطفال هي الأعمال الخيرية التطوعية.

حول ذلك تتحدث الأخصائية النفسية الدكتورة أسماء طوقان بقولها: "تعد الأعمال الخيرية التطوعية من أجمل الأعمال الإنسانية التي تقدم للمجتمع، فلا بد للوالدين من غرسها في أطفالهما منذ الصغر، فمن خلالها يقوم الطفل بتحمل المسؤولية وتساعده في الانخراط بالمجتمع، وتنمي روح الانتماء لديه، بأن يكون شخصًا فعالًا في مجتمعه، وليس شخصًا متلقيًا فقط، وأيضًا يولد في داخله شعور الرضا عن الذات والحب والسعادة، وأن له قيمة وأهمية في المكان الذي ينتمي له".

الوالدان قدوة



وتضيف الأخصائية طوقان، "من أهم الخطوات التي يجب اتباعها في تعليم الأطفال القيام بالأعمال التطوعية هي التعليم بالنمذجة، وذلك من خلال قيام الوالدين بهذه الأعمال أمامه أي تقديم أي عمل للآخرين بدون مقابل مادي، ويمكنهم البدء في ذلك من خلال الأعمال المنزلية أي تحديد عدة مهام وأنشطة ليختار الطفل واحدة منها لممارسته تحت مسمى التعاون أو المشاركة العائلية، وعدم الغضب والانزعاج من الطفل في حال عدم قيامه به في البداية حتى لا يصبح الأمر مكروهًا أو واجبًا عليه".

وتؤكد بالقول: "يجب تعويد الأطفلال على هذه الأعمال بالتدريج وتشجيعهم على طرح أفكار تطوعية تدور في أذهانهم، وأيضا ذكر أمثلة وقصص أمامهم بأساليب سهلة وممتعة للأطفال؛ فهم مستمعون جيدون"، وتوضيح أهمية الأعمال التطوعية ونتائجها علينا، وعلى الآخرين، وتعليمه معنى العطاء والتعاطف مع الآخرين والرحمة وحب الخير".

أمثلة لأعمال الخير



ويمكن تعليم الطفل العديد من أعمال الخير منها مشاركته مع أصدقائه في تنظيف إحدى الحدائق أو غرس الأشجار، وحثه على توفير مبلغ من المال في "الحصالة"، ثم القيام بشراء بعض الهدايا للأطفال الأيتام وتوزيعها عليهم، كما يمكن إشراك الطفل بالمبادرات الخيرية مثل توزيع الماء والتمر على المارة أوقات الإفطار، أو التبرع بجزء من المال لشراء "كسوة العيد" للفقراء، وغيرها العديد من الأعمال التطوعية".

أما فيما يتعلق بأهمية الأعمال التطوعية من الجانب النفسي، فهي تقوي شخصية الطفل وقدراته، وتحقق الراحة النفسية والشعور بتحقيق الذات، وتقي الطفل من الرهاب الاجتماعي، كما تساعد على تفريغ الطاقة لديه بما هو إيجابي.

كما تشغل أوقات الفراغ لدى الطفل، وتخفض الضغوطات النفسية، وتهذب الأخلاق وتضبطها.