تربية الطفل

3 يونيو 2018

هل بكثرة الإنجاب تحافظين على زوجكِ وبيتكِ؟

انطلاقاً من اعتقاد الزوجة بأنّ كثرة الإنجاب يجعلها أكثر تملُّكاً لزوجها، تُقدِم على إنجاب عدد من الأطفال، كحيلة تمكّنها من "ربطه" والاحتفاظ به لها وحدها، ولتجعل من بيتها واحة استقرار وراحة.

الهدف من زيادة عدد الأطفال



من ناحيته، أفاد الطبيب النفسي الدكتور حاتم صبري لـ "فوشيا" بأنّ عاملاً نفسياً وراء هذا الأمر، خصوصاً في المجتمعات الشرقية.

وبرغم الحقوق التي حصلت عليها المرأة، وما زالت في الوقت الحالي، والتي يفرض عليها أنْ تكون أكثر اعتمادية على نفسها، إلا أنّ جزءاً متوارثاً بداخلها يجعلها تعتمد وتتقيّد بزوجها.

بحيث يتحدّد مدى علاقتها بزوجها، بعدد الأطفال الذي يجمع بينهما؛ لهذا وبعد كل مشكلة تحدث بينهما، ينتابها حالة من القلق والتوهّم من احتمالية بحث زوجها عن أخرى، ما يدعوها لتتّجه نحو الحلّ الأسهل وهو الإنجاب، كما رأى.

وأضاف صبري بأنّ أسباباً عديدة تقف وراء هذا التصرف، أولها، أنها باللاوعي، تريد أنْ تثبت لنفسها ولزوجها، أنها ما زالت السيدة الولود القادرة على الإخصاب، والأنثى القادرة على إشباع احتياجات خاصة عندها وعند زوجها.

وبحسبه، فإنّ مسألة اعتمادها على زوجها، وخوفها الدائم من احتمالية دخوله في علاقة جديدة مع امرأة أخرى، يؤدي إلى استمرارها بطريقة غير مباشرة في الإنجاب، من باب الاستحواذ عليه، لا سيما إذا وضعته أمام تحدٍ جديد، أي مولود جديد، فإنها تستنزف جزءاً كبيراً من طاقته النفسية والمادية تصبّ في صالحها وصالح أولادها.

كثرة الإنجاب وارتباطه باستقرارها



رأى صبري بأنّ مسألة الإنجاب يشكل لها مصدر استقرار وأمان في علاقتها مع زوجها، نظراً لضعف تقييمها للأمور، تحديداً عندما تظن أنها بتلك الطريقة تكسب زوجها، إنما هي الواقع، تطلق شرارة الصراعات بينهما.

فعندما يجد الزوج أنّ مسؤولياته باتت تتزايد وتتراكم، في ما زوجته تولي أولادها كل الاهتمام والوقوف على متطلباتهم، هي في الواقع خلقت أجواءً لا تدع مجالاً للراحة، أو السعادة.

وبالتالي، فإنّ احتمالية بنائه لعلاقات قصيرة المدى على الأقل، من باب النزوات، وعلى سبيل الهروب أمرٌ وارد جداً.

الحلّ



قبل كلّ شيء، لا بدّ في مراحل زواجهما الأولى، الاتفاق مسبقاً على عدد الأولاد الراغبين بإنجابهم، ليكونا على بيّنة واضحة، تحسُّباً من وقوع مشاكل متعلقة بالأمر.

كما نصحها صبري بالحرص على خلق أجواء السعادة، وإبعاده عن كل مصادر القلق، لتبني علاقة صحية مع زوجها.

وتساءل في ختام حديثه: "إذا كانت الزوجة تعتبر أن إنجاب الأطفال من العوامل الأساسية التي تضمن شعورها بالأمان، فماذا تفعل عندما يمضي بها الوقت، وتكتشف أنّ زوجها، مصدر أمانها الوحيد لها، قد خسرته؟".