عمدت المخرجة السعودية هيا السويد إلى تصوير فيلم يحمل اسم "عشانك وعشانا"، متحدية من خلاله مخاوف البعض من السماح للمرأة بقيادة السيارة في شوارع المملكة، في محاولة لتصحيح مفاهيم يروج لها البعض إزاء قدرات المرأة.

والعمل عبارة عن مداخلات لأطفال داخل سيارات تقودها أمهاتهم، لتشجيع نشر ثقافة توصيل الأم لأطفالها إلى المدارس.

ويركز الفيلم على المشاعر الحميمية بين الأم وأطفالها، عبر تفاصيل الحياة اليومية، كإعداد وجبة الفطور للطفل، وتجهيز حقيبته، وتخيل الطفل لوالدته وهي تقله إلى مدرسته.

ولطالما كان نقل الأطفال إلى مدارسهم بالاستعانة بسائقين أجانب مثار قلق للتربويين، وسط تحذيرات متعلقة بانعكاس ذلك على الترابط الأسري.

ويهدف العمل إلى تغيير النظرة السلبية المنتشرة في الأوساط الداخلية؛ سواء في المجالس أو على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن المرأة لن تنجح في هذا الجانب.

ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية، اليوم الأربعاء، عن السويد، أنه "كان من المهم الحديث عن سلامة الطفل داخل السيارة، وتغيير نظرة بعض المجتمع تجاه قيادة المرأة للسيارة وتبديد المخاوف والإشاعات المنتشرة بأن المرأة عندما تقود السيارة لن تنجح، وستكون سببًا دائمًا في وقوع الحوادث".

وقالت السويد إنه "من المهم عمل هذا الفيديو وبلسان الأطفال، لاسيما أن كثيرين يتحرون اليوم الذي فيه ستقلهم والداتهم بالسيارة إلى المدرسة".

وأضافت إن العمل يحمل "رسائل هادفة وشفافة لكل طفل.. وانعكس ذلك بتفاعل الكثيرين بعد بث الفيديو من مختلف الأعمار؛ لا سيما الأكاديميين والتربويين".

وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، أمرًا ملكيًا بمنح النساء رخص قيادة للسيارات بدءًا من العام المقبل، لتُنهي السعودية بذلك حظرًا مفروضًا يعود لعقود.

وكانت السعودية قبل صدور الأمر الملكي، البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات، استنادًا لآراء وفتاوى لرجال دين يعارضونها، رغم المطالب والحملات الواسعة التي نظمتها السعوديات طوال السنوات الماضية دون استجابة رسمية.

ولا يوجد قانون رسمي يحظر قيادة المرأة للسيارة في السعودية؛ لكن القانون السابق لا يسمح لها باستخراج رخصة قيادة، وتعتمد النساء في السعودية في تنقلاتهن على السائقين الذكور.