تربية الطفل

24 أكتوبر 2017

من التدخين إلى الاعتداء.. سلوكيات المراهقين الغريبة كيف تتصرفين تجاهها؟

تقلقين كثيرا مما تسمعينه يوميا عن السلوكيات الشاذة التي يقوم بها الأبناء في فترة المراهقة، مثل تعاطي المخدرات أو الاعتداء على الآخرين أو التدخين، أو حتى الانتحار، وغير ذلك من التصرفات التي تعد غريبة من أشخاص في مقتبل العمر.

وللأسف ليس بالضرورة أن من يقعون في الأخطاء القاتلة مراهقون أغبياء، فالعديد منهم يتمتعون بمعدل ذكاء عالٍ، وكانوا يَعدون بمستقبل مشرق قبل قيامهم بما يوقع بهم الضرر، فكل الدراسات تشير إلى أن العديد من المراهقين الذين وقعوا في المشاكل كانوا طلابا متفوقين أكاديمياً.

عدم تطور الدماغ



من وجهة نظر الدراسات العصبية الحيوية، هناك تفسير جزئي لذلك، فالدماغ لا يتطور بشكل كامل حتى منتصف العشرينيات، كما أن الصلات مع الفص الجبهي تكون عند المراهق غير مكتملة، وهذه الصلات مسؤولة عن تقدير المخاطرة، أي الحكم على نتائج الأمور والتعاطف والتحكم بالتصرفات.

كما تظهر الأبحاث البشرية أن العقاقير والإفراط في تناول الكحول، له تأثير أكبر على الدماغ في مرحلة المراهقة والشباب المبكر من تأثيرها على الأكبر سناً، كما والجمع بين المخدرات والكحول يؤدي إلى نتائج يمكن أن تكون كارثية وقاتلة في بعض الأحيان.

التربية والبيئة



إذا كان جزء من السلوك في هذه الفئة العمرية سببه عدم تطور وظيفة الدماغ إلا أن هناك جانبا آخر هو التربية والبيئة، وبما أن بيولوجيا نمو الدماغ لم ولن تتغير، يجب عليك النظر فيما إذا كانت البيئة يمكن أن تؤجج هذه الزيادة الواضحة في السلوك المحفوف بالمخاطر.

 إن شبكة الإنترنت أحدثت ثورة في حياتنا، والمراهقون والشباب يتعلمون بمعدل أسرع من البالغين، وهذا التعلم يجعل المراهق أكثر عرضة للمخاطر.

العديد من المواقع التي تروي قصصا عن الحفلات، والسلوك المتهورة والجنس، والمخدرات، وتقوم بمدح هذا السلوك باعتباره بطوليا، تلعب دورا هاما في انحراف المراهقين، والمشكلة هي أنه يمكن لمراهقين ما زالوا على مقاعد الدراسة الدخول إليها بسهولة.

مواجهة التحدي



بالمقارنة مع الأجيال السابقة من المراهقين المحميين نسبيا، فإن هذا الجيل يتعرض لمستوى غير مسبوق من المعلومات، والتحفيز، والسيطرة الخارجية على عقله، وإذا ما أضفنا إلى كل هذا الاندفاع والقدرة العقلية غير المتطورة للحكم على الأمور سنحصل على نوع من عاصفة مثالية.

وتواجه العائلات والمدارس والجامعات تحديا كبيرا، ومواقع التواصل عامل رئيس يجب أن لا تستسهيني به وأن تراقبي جيدا ما يطلع عليه أولادك، وبدلا من مجرد الشكوى من سلوك الأولاد أنت بحاجة إلى حوار صادق مع الأبناء ومراقبتهم عن بعد والتنبه لأي سلوك تشعرين بأنه يؤثر على عقولهم والتعامل معه بجدية قبل فوات الأوان.