تربية الطفل

22 أغسطس 2017

انشغال الزوجة بالموبايل.. هل يقلّص من إنتاجيتها في منزلها؟

لا توجد أرقام رسمية عن معدلات الطلاق، في المجتمعات العربية، بسبب إساءة استخدام الزوجة للهاتف النقال. لكنها وفق كل المؤشرات، نسب متزايدة، يُقال إنها وصلت في بعض المجتمعات الخليجية إلى 20%.

لكن الظاهرة الجديدة التي أصبحت مثاراً للجدل والشكوى داخل الأسر، هي ظاهرة إدمان الزوجة على استخدام الموبايل معظم ساعات النهار والمساء، ما جعلها توصف بالمرأة المقصّرة تجاه واجباتها الأسرية والزوجية.

مشاكل وحوادث نتيجة انشغال الزوجة بالموبايل




أوضح الباحث وأستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي لـ "فوشيا" أن المشكلة الحقيقية تكمن بعدم تركيز الزوجة أثناء أداء عملها، ما قد يعرضها لأخطار كبيرة، وبشكل كبير في المطبخ.

وكم سمعنا عن سيدات تعرضنَ لحوادث جراء عدم تركيزهنّ أثناء الطهي، أو أثناء استخدامهنّ للأدوات الكهربائية دون انتباه، فضلاً عن حوادث كثيرة ومتنوعة ناجمة عن التركيز في الموبايل أكثر من أي شيء آخر.

وبيّن الخزاعي أن تبديل الأولويات بالنسبة للزوجة يؤثر على حياتها الأسرية، فبدلاً من انشغالها بالموبايل عليها بمتابعة شؤون منزلها، وتنظيفه والعناية بأولادها وتدريسهم، وتأمين احتياجات زوجها.

ووفقاً للخزاعي، فإن الدراسات العلمية أثبتت أن 26% من الإنتاجية تضعف في العمل جراء استخدام الموبايل، سواء كان عمل الزوجة أو الزوج في المنزل، أو حتى عمل الموظفين داخل مؤسساتهم.

مشاكل أثناء الحمل والرضاعة




أكد الخزاعي أن الخطر الأكبر الذي يهدد المرأة هو أثناء الحمل والرضاعة، حيث أظهرت دراسات عديدة في أوروبا وأمريكا أن الجنين الذي تستخدم أمه الموبايل بشكل متواصل، خصوصاً مع اقتراب استعماله من منطقة البطن، يتسم بعد ولادته بفرط الحركة، ومشاعره تميل إلى الشخصية القلقة والمتوترة، عدا عن اتسامه ببعض الأمراض التي تسبب له ضعفاً في تحصيله الدراسي عندما يكبر.

أما انشغالها بالموبايل أثناء إرضاع طفلها، فقد يؤدي إلى إهمالها في متابعة رضيعها، الذي يتعرض للاختناق جراء عدم انتباهها لرضاعته بالشكل الصحيح.

وأضاف الخزاعي قائلاً: "يلعب هرمون الميلاتونين في الجسم دوراً مهماً في عملية الضبط والسيطرة على الجسم، وهذا الهرمون قد يتوقف عن الإنتاج بسبب إشعاعات الموبايل، ما يعني حدوث حالة من القلق والتوتر والاكتئاب وكثرة الحركة لمن يضعون الموبايل تحت الوسادة أو بالقرب منهم أثناء نومهم، وهذا ينعكس على أدائهم اليومي".

وأنهى قوله بأن انشغال المرأة في الموبايل قد يحوّل حياة الأسرة إلى برود في العواطف وقطيعة في التواصل بين أفرادها، ما تترتب عليه مشاكل قابلة للاشتعال في أي لحظة ولأدنى سبب.