تربية الطفل

17 يوليو 2017

بهذه الطرق تعاملي مع صدمة طفلك العاطفية

الصدمات العاطفية لا تقترن بسن معينة، وقد تستغربين مرور طفلك بهذه التجربة الصعبة رغم حداثة سنه، وبالتالي يصعب عليك إيجاد السبل لحل هذه المشكلة المعقدة. في البداية، يجب أن تعلمي بأن الصدمات العاطفية في سن مبكرة توصف بالصدمة التطويرية.

 نقدم لك ِ بعض الأفكار التي تساعدك على تخطي هذه الأزمة مع طفلك لتصلي به إلى بر الأمان.

كيف تتعاملين مع المشكلة؟



عليك أولاً تحديد المشكلة ووضع خطة لمعالجتها، ولأنها تظهر في مرحلة البلوغ فهي صدمة تطويرية، أي تتطور بمرور الوقت وتظهر بأشكال مختلفة باختلاف طبيعة الشخص، لذا عليكِ الاعتراف بها وعدم تجاهلها؛ لأن الكثير من الناس لا يعترفون بأصل الصدمة لمشكلتهم إلا بعد سنوات من المعاناة.

كما عليكِ معرفة كيفية تشخيص هذه الصدمة، هل هي نتيجة اضطرابات الصحة النفسية مثل الاضطراب ثنائي القطب أو أنها من الاضطرابات الشخصية المختلفة؟، وبناءً على تحديدها يسهل عليك التعامل معها.

 كما يجب عليكِ أيضاً وضع أعراض ما بعد الصدمة في حسبانك والتي تشمل اللوم الذاتي والإحساس بالهزيمة واليأس، لذلك لا تتجاهلي الصدمة أو تقللي من عمق المشاعر؛ لأن هذا الأمر سيساعدك في تخطي الأزمة بشكل سريع.

والخطأ الشائع الذي يقع فيه الكثير من الأهل هو التركيز على المشكلة العرضية كالاكتئاب والقلق والإدمان واضطرابات الأكل.. إلخ، وأحياناً يؤدي تجاهل معالجة المشاكل الأصلية إلى خلق حلقة مفرغة، وتكون هذه الصدمة في الغالب نتيجة الإساءة والإهمال، والتظاهر من قبل الأسرة بأن كل شيء كان على ما يرام.

كوني على علم بحجم المشكلة



الانحراف العاطفي هو سمة مشتركة بين الصدمات، ويشترك فيه الكثير من الدوافع المتشابهة منها كره الذات وصراع الذكريات والعواطف، فلا تتركي ابنك فريسة لهذه النزاعات النفسية التي تصعب عليه الأمور، وحثيه على التأمل وأشعريه بالحب والاهتمام، ولتكن الذكريات القادمة هي الأفضل لتمحو ما سبقها من ذكريات مؤلمة.

أعيدي صياغة المشكلة




 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

إياك وزرع الخوف بداخل ابنك فهو يهيمن على تفكيره بشكل طبيعي في هذه الأوقات، فالخوف يولد التصورات السلبية عن نفسه والآخرين على حد سواء، وتجنبي فرض التوقعات بأن العالم غير آمن ويكثر فيه الشر، فقد تظنين أنك تحمينه من نفسه وتخلقين بداخله الوقاية الذاتية، ولكن هذ الأمر يأتي للأسف بما لا يحمد عقباه، ومن الشائع تفسير نوايا الآخرين بشكل سلبي لإدارة التوقعات ومحاولة تجنب تكرار الصدمات وخيبات الأمل، وكلها أمور تؤدي في النهاية لفقدان الثقة وهو الأمر المهيمن عليه ويشكل قراراته.

ممارسة الرعاية الذاتية



الصدمة التنموية غير المحلولة غالبًا ما تؤدي إلى أمور سلبية عن الشعور بالنفس، كالشعور بعدم الاهتمام والحب والرعاية، وقد نلقي اللوم على أنفسنا لشعورنا بأننا غير جديرين بهذا الاهتمام، وأن مجرد طلبنا للاهتمام هو أنانية في حد ذاته، ما ينعكس بالسلب على الاهتمام بالذات والرعاية الذاتية سواء الجسدية أو العاطفية والنفسية والروحية، لذلك بادري دائماً إلى الاهتمام بطفلك وبمتطلباته ورغباته.

العمل الجماعي



تؤدي الصدمة غالباً إلى الانقسام والانفصال وتؤدي بالأسر إلى التفتت، لذلك علينا الانخراط مع الآخرين في حل المشاكل، مع الحرص على إحداث تغييرات والقيام بأشياء جديدة تحمل روح الجماعة، والبحث عن أناس آخرين بعيدين عن الذين خانوا ثقتنا لتخطي أزمتنا والنظر إلى المستقبل بعين التفاؤل فليس كل البشر خائنين.

زراعة الصبر



الصبر والرحمة هما سلاحك ليتخلص ابنك من هذه الصدمة، نعلم أنها عملية طويلة الأجل، ولكنها جديرة بالاهتمام فبدلاً من وضع التوقعات عليكِ بالتيقن من النتائج وأنكِ ستتخطين هذه الأزمة وتصلين بابنك إلى بر الأمان، لكن بفكر جديد وشخص جديد قادر على تخطي الأزمات وأنه أصبح رجلاً جديرًا بالثقة ويمكنك الاعتماد عليه.