حوّل تفجير مرفأ بيروت الهائل فرحة عرائس لبنانيات لكابوس مرعب، فانقلبت أسعد لحظات حياتهن إلى مأساة بعد أن تبددت وأصبحت صدمة العمر.
فالمشاهد واللقطات الصادمة ما زالت تتقاطر من العاصمة اللبنانية التي ملأ شوارعها الركام والدماء، مساء ذلك اليوم حين تفجرت أطنان من نيترات الأمونيوم، خاطفة عشرات الأرواح.
ولم تكن العرائس في مأمن من ذلك الانفجار، حيث وثقت الفيديوهات ما حلّ بهن، ففي أحد تلك المقاطع التي انتشرت للحظات الانفجار، فيديو لعروس كانت تمني النفس بيوم فرح لن تنساه، بفستانها الأبيض، إلا أن عصف الكارثة أرداها جريحة وعريسها في يوم العمر.
وبيّنت لقطات الفيديو العروس واقفة في أحد شوارع وسط بيروت، لالتقاط الصور إلى جانب عريسها، عند سماعها صوت هدير قبيل الانفجار الكبير.
وما هي إلا لحظات حتى رماها ضغط الانفجار أمتاراً وعريسها، ليتحول هذا اليوم إلى مأساة حقيقية ستحتفظ بها طويلاً في ذاكرتها.
وداخل إحدى الكنائس ظهرت عروس وعريسها وهما يستعدان للزفاف، وعلى الفور وثقت كاميرات الكنيسة لحظة وقوع الانفجار، وهنا بدت ملامح الرعب على وجوه المدعوين، وأثناء وقوع الحادث، أسرع الحضور إلى خارج مبنى الكنيسة خشية انهياره.
مقطع مصور آخر مماثل انتشر سابقاً للعروس اسراء السبلاني، والشهيرة بـ"عروس بيروت"، فقد كانت تجري جلسة تصوير في شارع الصيفي بوسط بيروت، وكانت تلتقط بعض الصور قبل حفل الزفاف لكنها لاحظت تغير لون السماء فوقع انفجار مرعب وفق قولها، مضيفة أن "ضغط الانفجار طيرنا والمسرح تحول لمدينة أشباح في ثوان"، وكانت تفكر وقتها في وفاتها وأنها ستموت بسرعة ولن تشعر به.
وأوضحت السبلاني أن زوجها اصطحبها بسرعة للاختباء داخل أحد المطاعم، معتقدة أن هذه اللحظات ستخسر فيها أحلامها وتمنت أن يعطيها الله لحظات لتودع أهلها.
وحتى ساعات مساء السبت، فقد ارتفعت ضحايا الانفجار إلى 158 شخصا على الأقل بينهم 25 شخصا مجهولو الهوية، وتخطى عدد الجرحى خمسة آلاف، 120 منهم في حالة حرجة، كما شرّد نحو 300 ألف شخص من منازلهم في بيروت ومحيطها.