قبل ما يزيد عن ستة عقود وضعت الأمم المتحدة أولى لبِنات منظّماتها الإنسانيّة التي ترعى شؤون اللاجئين والغذاء العالميّ والأمن الصحيّ حول العالم على راسها منظّمة (اليونيسيف)
الأمم المتحدة أوكلت لهذه المنظّمات تعيين سفراءَ لها موزّعين حول العالم واشترطت أنْ يكونوا من الشخصيات المعروفة في مجالات الفنون والأدب والترفيه والرياضة وغير ذلك من مجالات الحياة العامّة، ممّن يلتزمون بالإسهام في الجهود التي تبذلها المنظّمة، لإذكاء الوعي بالأزمات وما يناسبها من حلول.
ويعكف هؤلاء السّفراء الذين يعيّنهم المدير العام لمدّة سنتين، على العمل مع المنظّمة بشكل وثيق لاسترعاء الانتباه إلى مجمل الأولويات و القضايا التي من شأنها تحسين حياة الإنسان.
أمّا عن اختيار المشاهير، فإنّ السّبب الرّئيسى له بحسب المنظّمة هو الشّهرة نفسها، حيث قالت المنظّمة، إنّ أسماء المشاهير ستجذب الانتباه للقضايا التى تريد المنظّمة التركيز عليها.
هذه السياسة اتبعتها المنظّمة لأوّل مرّة عام 1954 عندما اختارت الممثل الأمريكىّ دانى كاى لدور سفير النوايا الحسنة.
عربيًا عينّت المنظّمة مجموعة أسماء فنية ورياضية هي الأشهر، ليكونوا لها سفراءَ للنوايا الحسنة في المجتمعات التي يمثلونها، لكنْ ونتيجة لغياب النتائج الملموسة لهؤلاء على أرض الواقع، فإنّ ردود فعل كثيرة جاءت مستفهمة ومستهجنة عمّا اذا كان سفراء الأمم المتحدة للشرق الأوسط يعملون كما غيرهم من الفنانين العالميين في المناطق الأخرى، أمثال الممثلة الأمريكة أنجلينا جولي، واللاعب الانجليزي ديفيد بيكهام، والممثلة الهندية بريانكا شوبرا.
وقد جاءت هذه الإنتقادات بعد أعوام من الأزمات التي عصفت ببلدان الشرق الأوسط، ما سلّط الضّوء على عمل هذه المنظّمات ومدى نجاعة من اختاروهم سفراء للنوايا الحسنة فيها، البعض وصف بأنّ من تمّ تعينهم سفراءَ سعوا إلى هذا المنصب للكسب الإعلاميّ، ولفت أنظار معجبيهم، والظهور بعباءة الفنان الإنسانيّ، دون وجود ما يدعم ذلك على أرض الواقع.
ومن بين القائمة الطويلة لسفراء النوايا الحسنة العرب، نجد أنّ قلّة منهم من قصد السّفر أو المناداة بإسم قضية انسانيّة معيّنة، فعلى الرّغم من ترامي مراكز الإيواء واللّجوء هنا وهناك وانعدام مقوّمات الصّحّة والغذاء في مناطق عدّة، نجد أنّ أغلب هذه الأسماء لم ينلها من المنصب إلا اسمه، ولسان حال المنتظر يقول: (إلتم المتعوس ع خايب الرجا).