بعد أن كان منبرا للتواصل الإجتماعي، أصبح ومن دون سابق إنذار منبرا إعلانيا مزعجا وفقا لعدد من رواده، خاصة مع اقتراب موسم رمضان والأعياد، الذي تتنافس فيه "الفاشينيستات" والمشاهير، على عرض مختلف أنواع السلع، بداية بالعبايات والعطور وصولا إلى أواني المطبخ والمأكولات، وكل ما يمكنك تخيله وما لا يخطر على بالك أحيانا.
ولاحظ النشطاء أن تطبيق "سناب شات" أصبح يفتقر تماما لعرض أي محتوى مفيد، فأكد كثيرون أنهم لا يرون سوى إعلانات متتالية، وتسابق في عرض الخدمات، ورغم الخاصيات الجديدة التي أتاحها التطبيق، بعرض المقتطفات الدعائية في آخر كل سناب، أو دمجها ضمن القصص الذي يتم عرضها، إلا أن المعلنين لم يكتفوا بذلك، بل أصبح كل ما يمكنك مشاهدته " إعلانات تتوسطها إعلانات أخرى" وهكذا.
وأكد عدد من الرواد، أنه في بداية الأمر كان المشاهير يحرصون على تقديم الدعايات بطرق ذكية، كونهم يدمجون بين الحديث عن موضوع معين أو زيارة إحدى الأماكن، ببعض التلميحات الإعلانية التي كانت تلفت انتباه الجمهور بطريقة مميزة، ولكن الآن، يبدو أن الطلب أصبح أكثر من أي أفكار مميزة؛ ما دفع المشاهير إلى عدم القدرة على التجديد وتقديم الإعلان في قالب مميز، وتوجهوا إلى العرض الصريح والمباشر، بحمل المنتج في أيديهم والحديث عنه بكل اختصار في سنابة أو اثنين، والإنتقال إلى منتج آخر في السنابة التي تليها وهكذا.
وبغض النظر عن الأرقام الخيالية التي يتناقلها البعض عن مردود المشاهير من دعايات السناب شات، إلا أن الموضوع بات مزعجا للكثيرين، بل وهناك شبه اتفاق على أنها "بداية النهاية" لهذه الوسيلة الإعلامية التي حققت نجاحاً خيالياً في ظرف وجيز، بعدما تحوّلت إلى ما يشبه قنوات الدعاية على التلفزيون، التي يٌُعرض من خلالها أواني المطبخ وأجهزة الاستعمالات الشخصية، وابتعدت كليا عن أي محتوى مفيد أو حتى ترفيهي.
ناهيك عن الحديث على ما يتردد بين المتابعين على مواقع التواصل، والإخفاقات الكبيرة لبعض المشاهير في اختيار المنتج الذي سيتم الترويج إليه، كون الشكاوى تتكرر بعد اتباع نصائح المشاهير، والوقوع في فخ المنتج السيئ سواء كان تجميليا أو للاستعمال الشخصي.
وتناقل المتابعون مؤخرا عدة مقاطع كوميديا وبعض الشكاوى، ضد أحد المواقع المشهورة لبيع الملابس، كون منتجاته ذات جودة سيئة، ولا تشبه ما يتم تداوله في الصور كليا، والغريب في الأمر أن هذا الموقع بالتحديد يحظى بكمية ترويج خيالية من كل المشاهير تقريبا.. ما جعل البعض يتسأل هل ضاعت المصداقية في زمن الدعايات؟