رغم أنها رياضة صعبة، وتحتاج إلى الكثير من المشقة، إلا أنّ المرأة السعودية أرادتْ فيما يبدو منافسة الرجال في عقر دارهم، وممارسة رياضة تسلّق الصخور والجبال، بشكل لا يقلّ إتقاناً عن الجنس الآخر.
واستطاعتْ ياسمين القحطاني أنْ تحفر اسمها، كأول امرأة سعودية، تعمل مدربة لتسلّق الصخور والجبال في المملكة. هذه الرياضة التي تتطلب القوة والتصميم والشجاعة، وهي الصفات التي تملكها "القحطاني" بالفعل، والتي ترى أنّ "تسلق الصخور ليست رياضة لضبط النفس فقط وإنما قوة النفس أيضا."
وياسمين القحطاني، هي أوّل معلمة لتعليم تسلّق الصخور والجبال في المملكة العربية السعودية. لديها حوالي 100 طالبة في الوقت الحالي، وهي تأمل في تجهيز واحدة منهنّ للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، المنتظر إقامتها عام 2020 في طوكيو، وهي بالمناسبة السنة الأولى التي سيتمّ فيها إدراج رياضة تسلّق الصخور في المنافسات بشكل رسمي.
وكانت "القحطاني"، البالغة من العمر 39 عامًا، تعمل كمبرمج كمبيوتر، عندما شاهدتْ صديقًا يتسلق الصخور على موقع إنستغرام، فأعجبتْ بها، وقرّرت ممارستها، إلى أنْ حصلت على شهادة تدريب معتمدة من الولايات المتحدة الأميركية.
تقول لموقع "غلف نيوز": "كانت اللحظة الأكثر رعباً في حياتي، لكنني وقعت في الحب.. حب هذه الرياضة"، مضيفة "يتعلق الأمر بكيفية تحرك جسمكِ والرقص بمهارة على الحائط، وكلما تسلقتِ أكثر، تقدمتِ أكثر.. ما زلت أتقدم، لا يوجد حد أبدا، والحقيقة أني عشقت تسلق الجبال لما فيها من تحدٍ ومغامرة، الأمر الذي جعلني أكثر لياقة وقوة".
وأشارتْ "القحطاني" إلى أنها وجدت العديد من النساء السعوديات المعجبات بهذه الرياضة على موقع إنستغرام، فقرّرت أنْ تبدأ في تدريب الآخرين على هذه الرياضة، وخاصة بعد أنْ اكتسبت مهارات متنوعة، بعد التدرّب في أكثر من دولة حول العالم، منها إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وسويسرا، ممّا حقّق لها الخبرة المطلوبة فضلاً عن الدراسة بالطبع.
وتهدف المدرّبة السعودية إلى تعليم ونشر ثقافة التسلّق في كافة أرجاء المملكة العربية السعودية، مع توسيع حلقة الاهتمامات بهذه الرياضة، كي تصبح من أهمّ الرياضات التي تجعل المرأة السعودية أكثر قوة، وأكثر حرية، بلا أي عائق يعيقها عن ممارسة أية رياضة.