كيف تسيطرين بذكاء على تصرفات طفلك وأفعاله؟

كيف تسيطرين بذكاء على تصرفات طفلك وأفعاله؟

تنطوي الأمومة على الكثير من المشاعر، التي تتأرجح صعودا وهبوطا بحكم العاطفة من ناحية وتحمل المسؤولية من ناحية أخرى، ما يفرض على الأم كثيرا من الضغوط التي تحتم عليها ضرورة إيجاد آلية للموازنة بين تصرفاتها وطريقة تعاملها مع أطفالها.

وينصح خبراء التربية بضرورة أن تفطن المرأة للطريقة المثلى التي يجب أن تتعامل بها مع الطفل حال بكائه، أو دخوله في نوبة غضب أو حتى حال إقدامه على تحديها عن قصد؛ إذ إن أول جملة تصدر منها كرد فعل في مواقف كهذه هي (ما تفعله يُشعِر ماما بالحزن).

كما قد تتلفظ بعبارات أخرى شبيهة على شاكلة (أنت بذلك تجعل ماما تشعر بالحزن) أو (تتأذى مشاعر بابا حين تفعل ذلك)، وغيرها من العبارات التي تتمحور حول الفكرة نفسها، وتكون النتيجة في النهاية هي إيصال رسالة للطفل بأن تصرفاته قادرة على إصابتنا بالحزن أو الضيق وأن مشاعره (كبرت أم صغرت) لابد أن تُلغَى لصالح شخص آخر.

كيف تسيطرين بذكاء على تصرفات طفلك وأفعاله؟
كيف تعرفين أن طفلك صار مستعدا للذهاب إلى الحضانة؟

والأسوأ من ذلك هو أن الرسالة الأساسية التي قد يلتقطها الطفل حال سماعه مثل هذه العبارات هي أننا كأفراد لا نتحكم في سعادتنا، ورغم أن هناك شيئا من الحقيقة في ذلك، كوننا عرضة للمتغيرات من حولنا، لكن ردة فعلنا شيء من اختيارنا، وهو ما نتحكم به.

والشيء المهم أنه لا داعي لتأنيب نفسك حال تلفظت بمثل هذه العبارات مع طفلك في بعض المواقف التي يحاول أن يضغط فيها عليك، سواء ببكائه، بصراخه أو بمواقفه، إذ أوضحت الدكتورة بيكي كينيدي، طبيبة الأطفال النفسية، أنه غالبا ما يتم استغلال تلك العبارات كطريقة لمحاولة فرض التعاطف على الأطفال، فبعد كل شيء، لا شك أن الأب والأم يرغبان في تعليم أطفالهما أن تصرفاتهم تحظى بتأثيراتها الفعلية والحقيقة على الآخرين.

"الطفل يحتاج لبعض الوقت كي يتعلم ويستوعب نهج التعاطف، الذي تتأتى نتائجه بالممارسة المستمرة"
خبراء تربية

لكن حال انتهج الأبوان تلك الطريقة، بجعلهما الطفل يشعر أنه مسؤول عن مشاعرهما، فإن ذلك سيكون شكلا من أشكال الخزي والعار، ومن المرجح أن يكون سببا في زيادة التبعية المشتركة حال بدأ يشعر الطفل بأن تصرفاته وأفعاله ترتبط ارتباطا مباشرا بفرحنا.

ولهذا تابع الباحثون بقولهم إن النهج الأفضل في مواقف كهذه هو الاكتفاء بإظهار التعاطف، مع الاعتراف بمشاعر الطفل الكامنة وراء سوء سلوكه، وفي تلك الحالة يمكن للأم أن تقول له عبارات بديلة مثل (أشعر أنك تمر بوقت صعب) أو (أشعر أنك محبط)، ولا مانع أن تُقدِم على ما هو أكثر من ذلك، بفرضها حدودا تُشعِرُه بضرورة الانضباط.

وأكد الباحثون أن ما يجب على الأم أن تعرفه أيضا هو أن الطفل يحتاج بعض الوقت كي يتعلم ويستوعب نهج التعاطف، الذي تتأتى نتائجه بالممارسة المستمرة، ويكون فعالا.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com