ما زال الكثيرون منّا، وبالذات في الشرق الأوسط، يختارون أسماء أطفالهم لدى ولادتهم على أسماء آبائهم أو أمهاتهم تكريما للوالدين. هي عادات اختيارية فيها رغبة بالوفاء للأهل، وبالذات من طرف الزوج أو من طرف الجد الذي يتوقع أن يجد اسمه وقد تكرر في الحفيد من نوع التكريم أو برغبة إدامة الاسم والجاه العائلي.
هذه العادة التي يراها البعض حميدة، كثيرا ما تتسبب بمشكلة للأم. فهي كجيل جديد قد ترى في الاسم رأيا مختلفا.. إن وافقت أو سكتت فقد تقضي حياتها نادمة، وإن اعترضت أو رفضت فقد تصنع مشكلة مع زوجها أو مع أهله، وفي الحالتين تخسر الكثير الذي يمكن وصفه الآن بأنه غير مبرر. ولذلك عليها أن تتصرف بذكاء وسعة صدر وبترتيب واضح يمنع الإشكالات.
هذا الموضوع ليس حكرا على الناس في بلادنا. فقد تناولته مجلة نيوزويك الأمريكية برسالة واضحة تدعو الأجداد أن لا يتدخلوا في تسمية الأحفاد حفاظا على استقرار عائلات أبنائهم، وتدعو الأمهات للوضوح المبكّر المرفوق بسعة الصدر واللباقة.
وفي هذا الشأن تحدثت المجلة إلى مارلين واتسون، أخصائية الزواج والعائلة في معهد أكرمان لمعرفة ما إذا كان من العدل أن يكون للأجداد الرأي في اسم الحفيد أم لا.
كان رأي الخبيرة واتسون أنه لا يحق لأحد التحكم في اسم الطفل باستثناء والديه وإن رغب الوالدان في تسمية الطفل باسم أحد الجدين فهو من فرط الحب والتقدير، وأيضا لاتباع تقاليد بعض العائلات حيث كان يطلق على الابن الأول اسم جده من طرف الأب، وكان الابن الثاني يأخذ اسم الجد من طرف الأم. وينطبق الشيء نفسه على الفتيات. ومع تطور الأوقات، بدأت هذه التقاليد تتلاشى لكن بعض الأجداد ما زالوا يتمسكون بالحق في اختيار اسم الوليد.