حذّرت دراسة متخصصة من قوة الآثار السلبية التي تتركها المعلومات المضللة حول الصحة الجنسية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي تقرير أخير نشره موقع "أللور" النسائي الأمريكي، جرى رصد وتحليل شواهد مما يجرى في العديد من مواقع التواصل الاجتماعي من خلط للمعلومات غير الصحيحة مع النصائح والتمريرات الانطباعية، على نحو يفضي إلى تعميم ثقافة جنسية تجمع بين التشويه والتضليل، ليخلف آثارا سلبية يقول التقرير إنها تتوسع عالميا وبسرعة.
ويضيف التقرير أن هذا التسميم في الثقافة الاجتماعية، يأتي مُبرمجا مع محدودية البرامج الجنسية الجادة في العديد من الدول في العالم؛ الأمر الذي جعل تطبيقات مثل "تيك توك" مصدر المعلومات في الأمور الجنسية للشباب.
في مجتمع التيك توك، كما يقول التقرير، يوجد من يعطي معلومات صحيحة، وهم أطباء معتمدون من مجلس الإدارة، ولكن هناك أيضا الكثير من الأشخاص غير المتخصصين في المجال الطبي، والتفريق بينهما أمر صعب، لعدم وجود أي معلومات حول مؤهلاتهم. وللأسف، لا يسمح التطبيق بالكثير من التوضيح أو المتابعة بشأن الكثير من المعلومات التي تتم مشاركتها.
يُسجّل التقرير أننا في السنوات الأخيرة، شهدنا ارتفاعا هائلا في المعلومات المضللة، التي تنتشر بسرعة وسهولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فموقع تيك توك لديه ملايين المستخدمين، ويبدو أن نسبة كبيرة منهم من الشباب، لكن المعلومات الرسمية حول تركيبة المشاركين في تيك توك ليست متاحة بسهولة.
المعلومات الخاطئة على التطبيق قد لا تكون مقصودة، فعادة ما يقوم الآخرون بنقل ما سمعوه أو قرأوه. وفي موقع مثل تيك توك يمكن لأي شيء أن ينتشر بسرعة.
بعض هذه المعلومات الخاطئة غريبة، لكنها في الغالب غير ضارة. لكن هناك بعض مقاطع الفيديو التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة، مثل تلك التي تشير إلى أنه يمكن صنع واق ذكري مصنوع يدويا من مفك البراغي والشريط اللاصق. وهو أمر خطر جدا لأن فعالية الواقي الذكري المصنوع يدويا سيئة، وستزيد من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي وإمكانية الحمل.
وقد يسبب المشاكل للشباب الذين يحصلون على الكثير من معلومات الصحة الجنسية عبر الإنترنت. فقد تناولت دراسة نُشرت في مجلة (أبحاث التربية الصحية) سلوك آلاف مستخدمي الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاما، ووجدت أن ما بين 46 بالمائة و81 بالمائة منهم استخدموا الإنترنت للبحث عن المعلومات المتعلقة بالصحة الجنسية، كما وجدت أن النسبة الأعلى كانت بين الأصغر سنا، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى عدم وجود شخص ناضج يسألونه للحصول على معلومات.
وتشير الدراسة إلى أن الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى المعلومات الصحيحة، يتم استهدافهم بسهولة عن طريق المعلومات المضللة. لذلك يجب تنفيذ مناهج مركزة للتصدي للمعلومات الخاطئة، وأن يتحمل الأهل مسؤولية الإبلاغ عن المعلومات الكاذبة.
ويخلص التقرير الى تأكيد أهمية الإجابة عن أسئلة أطفالنا وتعليمهم الفرق بين مصادر المعلومات الموثوقة وغير الموثوقة، علما أن المشكلة تكمن في أن بعض الآباء هم أنفسهم كثيرا ما يقعون ضحية المعلومات المضللة؛ وهو أمر تقول الدراسة إنه يوجب التعليم الرسمي حول هذه الموضوعات.