هل حملُ الأب لطفله في الأماكن العامة يُحرجه ويُنقص من قيمته؟
هل حملُ الأب لطفله في الأماكن العامة يُحرجه ويُنقص من قيمته؟هل حملُ الأب لطفله في الأماكن العامة يُحرجه ويُنقص من قيمته؟

هل حملُ الأب لطفله في الأماكن العامة يُحرجه ويُنقص من قيمته؟

في السّابق، كانت الزوجة هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن حمل طفلها واحتضانه عند الخروج مع زوجها، بحكم أنها الأقرب إليه، وعلاقتها به هي من أشدّ الروابط.

ولكنّ المجتمع لم يألف من ذي قبل أن يقوم الزوج بحمل طفله في ظل وجود الزوجة، خاصةً إذا كانا يخرجان معًا في نزهة أو في مهمة معينة، أو عند الشروع في إيصاله إلى الحضانة، خصوصًا أن الأب ليس لديه الوقت الكافي ليكون أقرب من الأم لطفلها، كما يعتقد كثيرون.

تغيُّرات اجتماعية حديثة

يردُّ المتخصّص في الدراسات الاجتماعية فارس العمارات هذه التغيرات إلى سيطرة الحداثة والتشاركية التي تدفعُ الأب للقيام بهذا الأمر، في سبيل التخفيف عن زوجته بعضًًا من الأعباء الملقاة عليها سواءً في المنزل أو خارجه.

وهو بالنهاية، التزام أخلاقي يقدّمه الزوج إزاء ما تقدّمه الزوجة من مساعدات ووقفات معنوية للانتصار على شقاء الحياة وتعبها، وكردّ جَميل لثقل مهامها وواجباتها المنزلية والزوجية، ويجد بالمقابل تقديرها واحترامها، كما يرى العمارات.

وفي الجانب الآخر، هناك من تتغوّل على زوجها وتُجبره على مساعدتها في تربية الأبناء والمسؤولية نحوهم، بداعي عدم اقتصار المسؤولية عليها وحدها، وهو ما يعني وجوب ترجمة ذلك إلى التخفيف عنها بأقصى ما يمكن، ولو على أقل تقدير، حمل طفله بدلاً عنها، ومحاولة تهدئته إن بكى، وإطعامه إن جاع أحيانًا، والإحلال محلّها في بعض الأمور، دون أي انتقاص من قدره.

توزيعُ الأدوار

إنّ توزيع الأدوار الأسرية بشكل منطقي ومتساوٍ، يرى فيها العمارات انعكاسًا على سلوك الأسرة، ويمنحها طابع العائلة المتعاونة في مواجهة الأزمات بوجود الزوجة أو غيابها، ويعكس كذلك التشاركية التي لا يمكن اعتبارها مُخجلةً للزوج، لكونه يقوم بدور اجتماعي أسري أصله التقدير والاهتمام بين طرفيْ المعادلة.

دورٌ أبوي لا انتقاص فيه

هذه المسألة، ما هي إلا دور أبوي يقوم به الأب إزاء أطفاله، يعكسُ حقيقة البنيان الأسري والعلاقة الزوجية المتينة، وهو بمواقفه المعاونة لزوجته يزيد من احترامه وتقديره لنفسه، ويُبيّن عدم أنانيته والركض وراء مصالحه الشخصية فقط.

رؤيةُ المجتمع المُجحفة

أخذ المجتمع اليوم يتحوّل نحو الإيمان بالأدوار الاجتماعية التي تسعى إلى توزيع الأدوار بعدالة، من مقتضى ما تتحمّله الزوجة من أعباء كبيرة، فيما يقوم الزوج ببعض أدوارها، بصورة تُعزّز مفهوم الحب المبني على التفاهم، وبالتالي ترسيخ منظومة البناء الزواجي والأسري الناجح الذي ربما يفتقده الكثير من الأزواج.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com