في ظل الانشغال بوسائل التكنولوجيا.. كيف تجتمع الأسرة في ساعة محددة؟
في ظل الانشغال بوسائل التكنولوجيا.. كيف تجتمع الأسرة في ساعة محددة؟في ظل الانشغال بوسائل التكنولوجيا.. كيف تجتمع الأسرة في ساعة محددة؟

في ظل الانشغال بوسائل التكنولوجيا.. كيف تجتمع الأسرة في ساعة محددة؟

أصبحت وسائل التكنولوجيا المتنوعة لغالبية الأسر وسائل فصل لا وصل بين أفرادها، كما تمكنت من تفريقهم حتى وهم يعيشون تحت سقف واحد.

وهذه الصورة التي باتت تتكرر يومياً، تحتاج من الزوجين أن يكونا على وعي ودراية بأهمية تجميع أولادهما في وقت محدد يومياً، ولو لساعة واحدة، من خلالها يتم ترشيد استخدام الموبايلات وتصفّح مواقع الإنترنت، ويكون فيها احترام لتواجد الأبوين وتوصيل مشاكلهم اليومية ومتطلباتهم، بدلاً من الانجرار المستمر خلفها.

الآلية الصحيحة لتجميع الأولاد مع أبويْهم


أفاد الكاتب الصحفي والأكاديمي الدكتور بلال السكارنة لـ "فوشيا" بأن ترتيب جلسة مسائية يتواجد فيها الزوجان مع أولادهما في ظل انشغال أفراد العائلة كلها في وسائل التكنولوجيا، أمر مهم ويجب التفكير فيه جدّياً، والانضباط به أمرٌ إلزاميّ.

كما أكد على ضرورة إعداد جدول يتفق عليه الزوجان وينظّمان خلاله أوقاتهما مع الأولاد لمناقشة قضاياهم جميعاً، مهما بلغت أعمارهم، سواءً أكانوا طلاباً في المدرسة أم الجامعة، أو موظفين.

فتستطيع الزوجة مثلاً الاتفاق مع البقية على أن الساعة الفلانية هي الساعة التي يترك فيها الجميع كل ما بأيديهم وانشغالاتهم، ليجتمعوا فيها، على أن يُستثنى منها ارتباطات الزوج في الفترة المسائية مع أصدقائه، أو أن أحد أفراد العائلة يريد مشاهدة برنامج تلفزيوني مثلاً، بحسب السكارنة.

نتائج إيجابية يحصدها أفراد الأسرة كافة

أفاد السكارنة بأن جدول أعمال المنزل يعدّ تنظيماً جيداً ووسيلة ناجحة لالتقاء أفراد العائلة تحت سقف واحد، يتحدثون ويتناقشون ويتناولون الطعام معاً، ويعيشون أجواء الأسرة المتكاملة.

وبيّن أن لهذا الاجتماع العائلي جوانب إيجابية عديدة، من حيث تمتين العلاقة بينهم؛ فالأب يسمع مشاكلهم، وكذلك زوجته في حال كانت موظفة، وهم يبادلونه الأمر ذاته، والغاية من ذلك، هي نقل المعرفة بالمواقف الحياتية اليومة التي تحدث معهم، أو إن وُجدت مسألة ملحّة تحتاج للنقاش الجماعي فيها، ومن ثم الاتفاق والرضا بالقرار الناتج حول علاج تلك المسألة.

وأوضح السكارنة أن التواصل الإيجابي وروح المحبة والانتماءات من أجمل ما تتميز به أي أسرة، ومن الإيجابي مثلاً أن يقدم الزوج شكره لزوجته أمام أولادها جراء موقف جيد قامت به، وشكر الزوجين لأبنائهم وتحفيزهم على أفعالهم الإيجابية، وبهذا يعلم الأولاد أن الأبوين يهتمان لأمورهم، ويحرصون على سماعهم والوقوف إلى جانبهم.

وختم السكارنة حديثه بالقول: "في الوقت الذي تعيش فيه الكثير من الأسر حالة من التشتت، أصبح التقاء أفراد الأسرة وقضاء وقتهم معاً ومحاولة التخلي عن موبايلاتهم أو التقليل من استخدامها في وقت محدد ضرورة ملحّة، نظراً لتحوّل هذا الأمر إلى حالة غير محتملة في الآونة الأخيرة".

الكاتب الصحفي الأكاديمي الدكتور بلال السكارنة
logo
فوشيا
www.foochia.com