عندما تنفردين بنفسك وتقيّمين صحتك العاطفية والجنسية، وتسألين نفسك هل هي ناجحة أم فاشلة؟ هذا السؤال هو من نوع الهواجس التي تقول مجلة "سايكولوجي توداي" عنها إنها أمور تجد فيها النساء حرجا من مشاركتها مع غيرها وحتى مع الشريك؛ إذ إن بعض الأسئلة والاعتبارات تتعلق بعدد اللقاءات الحميمة، بالحساب الأسبوعي أو الشهري؛ إذ يصعب على المرأة تقدير العدد والنسبة الصحية.
وفي هذا الصدد ترى الدكتورة كريستين مارك، الباحثة في الجنس والعلاقات ومديرة معمل تعزيز الصحة الجنسية في جامعة كنتاكي، أن الإجابة عن هذه الأسئلة مسألة صحية ولا بأس من مواجهتها وتجريبها.
وتقول الباحثة مارك إن أحد أكثر الأسئلة الأكثر شيوعا التي توجه لها كخبيرة في الجنس والعلاقات هي عدد مرات ممارسة الجنس التي يُحكم من خلال معرفتها إن كانت هذه العلاقة طبيعية، وما إذا كانت المقارنة بالآخرين معيارا صحيحا.
بيّنت مارك أنه لا يوجد حقا شيء اسمه طبيعي في الجنس. طبيعتكِ الشخصية هي من يحدد الكثير من الأمور في حياتك الجنسية. وفي هذا الخصوص ينبغي التيقن مما إذا كان هناك إيقاع معين للعلاقة؟ وهل تلاحظين بعض المد والجزر فيها؟ وما إذا كنت تعتقدين أن هذا أمر طبيعي أو أنها طريقة لست ِمعتادة عليها؟ كما أنه من الضروري أن تتوصلي لسبب التحول إن حصل.
و تنصح مارك المرأة المهمومة بهذه القضية أن تعرف الطريقة الصحيحة لطرح هذا السؤال على الشريك.
تقول الدكتورة مارك إن سبب المد والجزر قد يرجع إلى الفترة الانتقالية التي تمر بها المرأة مثل تغير ظروف الحياة والانتقال إلى الأبوة، فالحمل والإنجاب قد يتسببان في تغيرات جسدية ترافق الحمل والولادة والنفاس. وقد وجدت دراسة أخيرة أن مستوى رضا الوالدين الجنسي يُحكم عليه بعد عام من الإنجاب، حيث إنهما بحاجة إلى إعادة تعريف العلاقة الحميمة وحصول التناغم ثانية.
وتطرح الخبيرة مارك على المرأة المهمومة بهذه القضية سؤالا قالت إنه ضروري مواجهته والإجابة عنه بين المرأة ونفسها: من يأتي أولا في الأهمية وفي تحقيق السعادة، درجة الرضا عن العلاقة أو عدد مرات اللقاء الحميمي؟
وفي قناعتها أن الإجابة الواضحة عن هذا السؤال هي التي تجعل المرأة تحكُم على علاقتها الحميمة وتحدد مدى نجاحها.